كشفت دراسة حديثة عن العلاقة المدهشة بين العينين والتنفس، حيث تبين أن حجم حدقة العين يتغير تلقائيًا بالتزامن مع دورة التنفس. الدراسة التي أجراها باحثون من معهد كارولينسكا وجامعة خرونينجن، أظهرت أن التغيرات الطفيفة في الحدقة قد ترتبط بتكيف الجسم مع العوامل البيئية والفسيولوجية وتوفر مؤشرات مبكرة على اضطرابات عصبية محتملة.
كيف يكشف تغير حجم حدقة العين عن استجابتنا للتنفس؟
تشير الدراسة إلى أن حدقة العين، التي غالبًا ما تُستخدم لتقييم وظائف الدماغ، ليست مجرد نافذة على المشاعر الداخلية، بل هي أيضًا مرآة لنمط التنفس. وفقًا للبحث المنشور على موقع (PsyPost)، أظهرت النتائج أن حدقة العين تتسع أثناء الزفير وتضيق عند الشهيق. هذا التغير الدقيق، الذي يحدث في أجزاء من المليمتر، يعتبر تعبيرًا عن تفاعل دائم بين الجهاز العصبي ووظائف الجسم.
ما يزيد من أهمية هذه النتائج أن عدم استجابة الحدقة للضوء قد يرتبط بحالات صحية خطيرة، وهو أمر يدفع الأطباء إلى الاعتماد على فحوصات الحدقة للكشف عن اضطرابات الدماغ. الآن مع اكتشاف العلاقة بين التنفس وتغير الحدقة، يمكن أن يصبح هذا التحليل أداة تشخيصية أكثر دقة.
دور حدقة العين في تحسين الرؤية والإدراك
إلى جانب كونها مؤشراً صحياً، تلعب التغيرات في حجم الحدقة دورًا وظيفيًا في تحسين الرؤية. على سبيل المثال:
- تساعد الحدقة المتسعة في تمييز الأجسام في الرؤية المحيطية، مما يعزز القدرة على الاستجابة السريعة للمحيط.
- بينما تعمل الحدقة الضيقة على تحسين وضوح الصورة من خلال التحكم في كمية الضوء الداخلة للعين.
هذا التكيف المستمر للحدقة يجعلها عنصرًا أساسيًا في إدراكنا البصري، مما يفتح الباب أمام فهم أعمق للكيفية التي يدعم بها الجهاز العصبي وظائف الجسم اليومية.
آفاق جديدة لفهم الاضطرابات العصبية
إحدى أهم النقاط التي أثارتها الدراسة هي إمكانية استخدام هذه البيانات لاكتشاف اضطرابات عصبية في مراحلها المبكرة. التغيرات البسيطة في حجم الحدقة قد تشكل علامات تحذيرية ترتبط بأمراض مثل اعتلال الأعصاب.
الباحثون يشددون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لفهم العلاقة المعقدة بين الجهاز العصبي والتغيرات الفسيولوجية الدقيقة. هذه الجهود قد تفتح الأفق أمام تحسين أدوات التشخيص الطبي وطرق العلاج المستقبلية.
تبرز هذه النتائج أهمية العين كنافذة ليس فقط على الروح، كما يُقال عادة، بل أيضًا على التنفس والصحة العامة.