تعيش مدينة الفاشر غرب السودان، أحد أبرز مدن إقليم دارفور، أوضاعًا إنسانية مأساوية إثر تدهور الأوضاع الأمنية في مخيم زمزم للنازحين. المخيم، الذي يُعدّ من بين الأكبر في المنطقة، يُحاصر منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية وتفاقم الأزمة الإنسانية إلى مستويات كارثية، وسط صرخات استغاثة تتجاهلها الجهات الدولية.
حصار مخيم زمزم يفاقم معاناة النازحين
فرضت قوات الدعم السريع حصارًا مطولًا على مخيم زمزم، ليصبح اليوم رمزًا لمعاناة آلاف المدنيين. وفقًا لتقارير محلية، تسبب الحصار والاقتحامات المسلحة في مقتل ما يزيد عن 500 شخص، في حين نزح آلاف آخرون إلى مدينة الفاشر ومناطق أخرى مجاورة. النازحون يعيشون اليوم دون مأوى دائم أو وسائل أساسية للحياة، ما حول المخيمات الجديدة إلى بيئة يصعب فيها النجاة.
وأشارت شهادات ميدانية إلى أن القوات المعتدية تستخدم معدات عسكرية متطورة وزادت من شراسة الهجمات عبر أسلحة ثقيلة، ما أدى إلى تدمير البنى التحتية للمخيم وتدهور الوضع الأمني والصحي بشكل غير مسبوق.
ضعف الاستجابة الدولية وزيادة المأساة الإنسانية
تؤكد منظمات حقوقية وناشطون محليون افتقار النازحين إلى الدعم الخارجي على الرغم من فداحة الوضع. فاطمة بشير، معلمة من الفاشر، عبّرت عن الألم بقولها: “لا غذاء ولا مياه نظيفة. أطفالنا يموتون ببطء، ونناشد العالم أن يلتفت إلينا قبل فوات الأوان”.
من جهةٍ أخرى، أظهرت إحصائيات محلية أن عدد النازحين الذين اضطروا لترك منازلهم تجاوز 186 ألف شخص في غضون 10 أيام فقط، وسط وتيرة نزوح تتسارع مع تصعيد الهجمات المسلحة. المناطق المحيطة، كمخيم “طويلة”، تجد نفسها عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة، ما يرفع الحاجة العاجلة لتدخل سريع للحد من الكارثة.
آمال النجاة مرهونة بتقدم الجيش السوداني
على الرغم من يأس السكان المحليين، إلا أن البعض يعلق آماله على تقدم القوات المسلحة السودانية. تشير تقارير ميدانية إلى تنفيذ الجيش عمليات هجومية ضد تجمعات الدعم السريع في دارفور، مع تحقيق نجاحات تكتيكية تضمنت تدمير مركبات قتالية وقتل بعض العناصر. يقول إبراهيم آدم، أحد سكان الفاشر: “ننتظر بفارغ الصبر تحرير منطقتنا، لكن الجوع والقصف المستمرين قد يفقداننا الأمل قبل أن تصل النجدة”.
تتزايد الدعوات الوطنية والدولية لإنقاذ الضحايا وتخفيف معاناة آلاف اللاجئين، فيما يشدد مراقبون على أهمية إغاثة الفاشر ومحيطها قبل أن تتحول الكارثة إلى أزمة إنسانية غير قابلة للسيطرة. الولاء الدولي والحلول الدبلوماسية قد تكون المفتاح الأساسي لإنهاء هذه المأساة الممتدة.