كوريا الشمالية: دعوة مثيرة للولاء الكامل للزعيم كيم في ذكرى ميلاد جده

تحتفل كوريا الشمالية اليوم بالذكرى الـ 113 لميلاد مؤسسها “كيم إيل-سونغ”، في أجواء تعكس الولاء لقائد البلاد الحالي “كيم جونغ-أون”، الذي يُنظر إليه كحامل لإرث الأسرة الحاكمة. وأبرزت الصحف الكورية الشمالية أهمية فكر “كيم إيل-سونغ” وأيديولوجيته “جوتشيه” (الاعتماد على الذات) في صياغة مستقبل الدولة، مشددة على التمسك بتوجيهات القيادة الحالية.

الاحتفاء بميلاد كيم إيل-سونغ: رمزية الجوتشيه والولاء للقيادة

خصصت صحيفة “رودونغ سينمون”، التابعة للحزب الحاكم في كوريا الشمالية، افتتاحيتها لتكريم “كيم إيل-سونغ”، مؤكدة أن أيديولوجية “جوتشيه”، التي وضع أسسها المؤسس، لا تزال تتطور بفضل جهود “كيم جونغ-أون”. ووصفت الصحيفة هذه الأفكار بأنها تُشكّل الإطار الفكري والعملي لتوجيه الاشتراكية في البلاد نحو التقدم والتنمية، خاصة في ظل تركيز القيادة على صناعة الدفاع الوطني.

وصرّحت الصحيفة بأن نظام القيادة الأحادي، الذي يقوده “كيم جونغ-أون”، هو الأساس لتحقيق رؤية الدولة الاشتراكية، داعية المواطنين إلى التمسك بروح الثورة وفق إرادة الزعيم.

فعاليات ثقافية لإحياء ذكرى المؤسس كيم إيل-سونغ

شهدت أنحاء كوريا الشمالية عدة فعاليات ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد “كيم إيل-سونغ”. وأقيمت عروض فنية ضخمة في قصر بيونغ يانغ للشباب، شملت فقرات موسيقية وخطابية تمجد إرث المؤسس وتُبرز الروابط المتينة بين الزعيم الحالي وأفكار الأجيال السابقة.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية تفاصيل بعض هذه الفعاليات، التي شملت مسابقات خطابية نظمتها المدارس والمؤسسات، واستهدفت تعزيز الولاء الوطني لدى المواطنين، وخاصة الشباب. وتُعد هذه الأنشطة فرصة لاستعراض مظاهر الوحدة الوطنية وإبراز مكانة الأسرة الحاكمة في وعي الشعب.

التأثير السياسي والاجتماعي لفكر كيم إيل-سونغ

يواصل فكر “كيم إيل-سونغ” لعب دور محوري في صياغة السياسات الكورية الشمالية. وترى القيادة أن أيديولوجية “جوتشيه” تقدم حلولاً لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية في ظل العقوبات الدولية. وتشدد الجهود الحزبية على تعزيز مفهوم الاعتماد على الذات، مع التركيز على تطوير صناعات محلية متقدمة.

وتتضمن الرؤى الحالية التي يقودها “كيم جونغ-أون” تعزيز الأمن الوطني من خلال تطوير قدرات الدفاع العسكري، حيث ترى الدولة أن ذلك يمثل امتداداً للنهج الذي أرسى دعائمه “كيم إيل-سونغ”. تسعى هذه الرؤية إلى تحقيق نمو مستدام رغم التحديات الخارجية.

تُمثل الاحتفالات السنوية بذكرى ميلاد “كيم إيل-سونغ” رمزاً للوحدة الوطنية في كوريا الشمالية وتأكيداً على استمرارية النظام. وتحمل هذه الفعاليات رسالة واضحة: أن القيادة الحالية ملتزمة بتعميق توجهات الأيديولوجية القومية التي رسّخها المؤسس، مع تطويعها لمواجهة التحديات المعاصرة.