فرسان الحق: أبطال يستحقون الاحترام في مقالات مختارة ومميزة

في ظل التحديات التي يواجهها الأردن على المستويين الإقليمي والداخلي، يعود إلى الواجهة خطر الخطاب الشعبوي الذي يستغل معاناة المواطن ومشاعره الدينية لتحقيق أهداف سياسية وأجندات خفية. هذا الفكر المتعصب الذي يتبناه بعض الأطراف يهدد النسيج الوطني، ويُنتج ظواهر متطرفة تهدد استقرار الوطن وتضعف الانتماء القومي لصالح مصالح فردية أو أجندات خارجية. ضرورة التصدي له أصبحت أولوية وطنية لضمان أمن البلاد واستقرارها.

خطورة الخطاب الشعبوي على أمن الوطن الأردني

يشكل الخطاب الشعبوي المرتكز على العاطفة والتشكيك خطراً كبيراً على المجتمع الأردني، إذ يؤدي إلى نشر أفكار متطرفة تُغيّب العقلانية وتصوّر الوطن ومؤسساته كعدو. هذا النمط الدعائي يعتمد على تحريض الجمهور واستغلال مظلوميات وهمية لتبرير أفعال وأفكار مدمرة للوحدة الوطنية.
من المتوقع أن يؤدي انتشار هذا الفكر إلى تنامي بؤر من التطرف الداخلي التي تستهدف استقرار المؤسسات وتختلق أعداء وهميين داخل الوطن. بالنظر إلى هذه المعطيات، فإن الحاجة الملحة تكمن في القضاء على جذور هذا النهج قبل أن يتمكن من زعزعة الأمن المجتمعي وتحقيق أهدافه التخريبية.

دور فرسان الحق وجهود المؤسسات الأمنية

أثبتت الأجهزة الأمنية الأردنية، وفي مقدمتها فرسان الحق، جدارتها في حماية الوطن والقيادة الهاشمية ضد التحديات المتتالية. هذه الجهود البطولية تمثّل امتدادًا لرؤية تنموية وأمنية شاملة، نجحت في احتواء التهديدات ومواجهة أي محاولات لتقويض الأمن الوطني.
لكن على الرغم من هذا النجاح، تتطلب المرحلة القادمة جهوداً مكثفة لاستئصال الفكر المتطرف الذي يمثل الجذر الحقيقي للمشكلة. ويصبح من الضروري توجيه الجهود نحو معالجة الأسباب الثقافية والفكرية التي تُغذي هذه الأفكار الضالة، لضمان استمرارية الأمن المجتمعي.

الحاجة إلى نموذج ثقافي أردني متوازن

للتصدي للفكر الشعبوي المتطرف، يبرز الدور الحيوي لبناء نموذج ثقافي أردني يرتكز على الوسطية والقيم الوطنية. هذا النموذج يجب أن يعزز قيم الانتماء للوطن والولاء للقيادة الهاشمية، مع تسليط الضوء على دور المؤسسات العسكرية والأمنية في الحفاظ على الاستقرار.
تتطلب هذه الجهود خطوات عملية تتضمن:

  • إطلاق مبادرات ثقافية وتعليمية تدعم الحوار الثقافي وترسخ الهوية الوطنية.
  • تعزيز البرامج الإعلامية التي تواجه الخطاب الشعبوي بخطاب عقلاني وموثوق.
  • توعية المجتمع حول أهمية الأمن الوطني ودور المؤسسات في حمايته.

في هذا السياق، تبرز أهمية الحفاظ على التاريخ الوطني ومواقف الأردن المشرفة تجاه القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كجزء لا يتجزأ من العقيدة الوطنية الأردنية.

الطريق نحو محاربة الخطاب الشعبوي يبدأ بترافق جهود الدولة مع وعي المجتمع لدحض الأكاذيب والحفاظ على وحدة الصف الوطني. حمى الله الأردن قيادته وشعبه من كل الأخطار.