بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا مثيرة للجدل داخل باحاته!

في خطوة تعكس تصعيداً سياسياً واجتماعياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل بالضفة الغربية. الحدث أثار استياءً واسعاً، لا سيما مع إغلاق الحرم أمام الفلسطينيين المسلمين خلال فترة الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، في حين تُرك مفتوحاً للمستوطنين. هذه الخطوة جاءت وسط تشديد أمني كبير وتصريحات مثيرة للجدل من بن غفير.

اقتحام الحرم الإبراهيمي ودلالاته السياسية

شهد الحرم الإبراهيمي تواجدًا مكثفًا للمستوطنين اليهود بحماية قوات الاحتلال خلال اقتحام الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير. الوزير المتطرف وجّه كلمة للمستوطنين يدعي فيها أن “أيام إسرائيل ليست سهلة”، وهاجم خلالها أطرافًا داخلية يُزعم أنها تعمل على “تصفيته سياسياً”. يُشار إلى أن هذا الاقتحام يأتي ضمن سلوكيات مستمرة تهدف إلى تعزيز سيطرة الإسرائيليين على الحرم الإبراهيمي الذي يُعد مكاناً مقدساً للمسلمين واليهود.

يتزامن هذا الاقتحام مع سياسة تقسيم زماني ومكاني واضحة للمسجد، حيث يُغلق بشكل كامل أمام المسلمين لما يقارب عشرة أيام سنوياً وتخصصها إسرائيل لاحتفالات دينية يهودية، وهو ما يشكل استمراراً لسياسات تهدف إلى طمس الهوية الإسلامية للموقع.

تداعيات إغلاق المسجد الإبراهيمي على الفلسطينيين

أوضح أكرم التميمي، مدير دائرة المساجد في مديرية أوقاف الخليل، أن الاحتلال الإسرائيلي أغلق جميع أقسام المسجد الإبراهيمي بالكامل يومي الثلاثاء والأربعاء، ومنع الفلسطينيين من التنقل في محيط المنطقة. هذه الإجراءات ترافقت مع حضور أمني مكثف وحواجز عسكرية حالت دون وصول الفلسطينيين إلى الحرم.

تُعاني مدينة الخليل من إحكام السيطرة الإسرائيلية على البلدة القديمة، حيث يقيم حوالي 400 مستوطن تحت حماية 1500 جندي إسرائيلي. يغذي هذا الوضع توترات يومية لسكان المدينة الذين يواجهون تقييدات صارمة على حركتهم، مما يجعل حياتهم أكثر صعوبة في محاولة للوصول إلى أماكن العبادة أو التنقل داخل مدينتهم.

الجذور التاريخية لتقسيم الحرم الإبراهيمي

في عام 1994، شكّل الاحتلال الإسرائيلي لجنة تحقيق في أعقاب المجزرة التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين داخل الحرم الإبراهيمي وأسفرت عن استشهاد 29 مصلّياً. اللجنة انتهت إلى تقسيم المسجد، حيث خُصص 63% من مساحته لليهود والباقي للمسلمين.

بناءً على هذا التقسيم، فتحت إسرائيل الحرم كاملاً أمام المسلمين فقط في مناسبات دينية محددة:

  • أيام الجمعة من شهر رمضان.
  • ليلة القدر وعيدي الفطر والأضحى.
  • ليلة الإسراء والمعراج.
  • المولد النبوي ورأس السنة الهجرية.

في المقابل، يحصل اليهود على حق استخدام الحرم كاملاً خلال 10 أيام سنوياً.

هذا الواقع يعكس إستراتيجية إسرائيلية مستمرة لتكريس سيطرتها على الأماكن المقدسة وتعزيز الانقسام المكاني فيها، مما يجعل الحرم الإبراهيمي رمزاً للصراع على الهوية التاريخية والدينية في الأراضي المحتلة.