بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي وسط حراسة أمنية غير مسبوقة

في تصعيد جديد لتوتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، تحت حماية مكثفة من قوات الاحتلال، فيما أغلقت السلطات الإسرائيلية الحرم أمام الفلسطينيين المسلمين. تأتي هذه الخطوة في ظل استمرار سياسة التهويد والتقسيم الزماني والمكاني التي تفرضها إسرائيل على المسجد الإبراهيمي، والتي تتسبب بمزيد من الاحتقان في المنطقة.

استفزاز جديد: اقتحام الحرم الإبراهيمي في ظل إجراءات أمنية مشددة

قام إيتمار بن غفير بجولة داخل الحرم الإبراهيمي يوم أمس، بصحبة مجموعة من المستوطنين الذين أدوا رقصات تلمودية، في مشهد اعتبره الفلسطينيون شكلاً من أشكال الاستفزاز المتعمد. كما رافقت هذه الزيارة إجراءات أمنية صارمة شملت إغلاق محيط المسجد ومنع دخول المصلين المسلمين، تزامناً مع عيد الفصح اليهودي الذي استغلته سلطات الاحتلال لإغلاق المسجد ليومين كاملين.

وفقاً لمدير دائرة المساجد بمديرية أوقاف الخليل، أكرم التميمي، فإن الاحتلال أتاح الدخول الكامل للمستوطنين الذين استباحوا الحرم الإبراهيمي بكل أجزائه، في وقت حُرم المسلمون من ممارسة شعائرهم في هذا المكان المقدس. وأكد التميمي أن السلطات الإسرائيلية تواصل تشديد قبضتها على المنطقة، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين هناك.

الحرم الإبراهيمي بين التقسيم والتهويد

تحول المسجد الإبراهيمي، الذي يقع في البلدة القديمة من الخليل، إلى رمز للقهر الإسرائيلي منذ التقسيم الذي فرضه الاحتلال عام 1994، بعد مجزرة دامية نفذها مستوطن خلال صلاة الفجر، وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً. ومنذ ذلك الحين، خصصت السلطات الإسرائيلية 63% من مساحة المسجد للمستوطنين اليهود، و37% فقط للمسلمين. كما تم جدولته زمانياً، بحيث يُفتح كاملاً أمام المسلمين لعشرة أيام فقط في السنة، مقابل عشرة أيام للمستوطنين في مناسباتهم الدينية.

ويعيش في البلدة القديمة، حيث يقع المسجد، نحو 400 مستوطن تحت حماية لا تقل عن 1500 جندي إسرائيلي، وهو ما يعكس حجم الهيمنة العسكرية المفروضة في المكان.

الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي: واقع يومي للفلسطينيين

لم تكن خطوة إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين حادثة عابرة، إذ تتكرر الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف المصلين الفلسطينيين بشكل ممنهج، في سياق محاولات تهويد هذا المعلم الإسلامي التاريخي. ويتمثل ذلك في:

  • التضييق على الفلسطينيين في محيط الحرم بل وحتى داخل البلدة القديمة.
  • إقامة الحواجز العسكرية التي تمنع حرية الحركة.
  • فتح المجال أمام المستوطنين لإقامة الطقوس التلمودية والاحتفالات.

ويعد الحرم الإبراهيمي، المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة “اليونسكو” كموقع فلسطيني، رمزاً أساسياً للصراع المستمر على الهوية والمكان.

تظل الهجمات التي تمارسها سلطات الاحتلال ومستوطنيها على هذا المعلم الديني والتاريخي تصعيداً خطيراً لا يمكن تجاهله، لتحمل في طياتها تهديداً للسلام والاستقرار بالمنطقة.