البورصة السعودية تتماسك بقوة وسط تراجع كبير يهز الأسواق العالمية

شهدت البورصة السعودية تماسكًا لافتًا اليوم رغم التراجعات الكبيرة التي ضربت الأسواق العالمية جراء انخفاض أسعار النفط وضعف الأداء في البورصات الأمريكية والآسيوية. وأغلق المؤشر العام للسوق السعودي (تاسي) بتراجع طفيف بلغ 0.11%، متماسكًا فوق مستوى المقاومة الرئيسي عند 11,600 نقطة. هذا الأداء يعكس حالة من الاستقرار النسبي بالرغم من حالة القلق التي تسود الأسواق العالمية.

أداء الأسهم الرئيسية في البورصة السعودية

وسط الأجواء المضطربة، شهدت الأسهم السعودية تفاوتًا في الأداء. انخفض سهم “أرامكو السعودية” بنسبة 0.2% ليصل إلى 25.75 ريال، كما هبط سهم “الاتصالات السعودية” (STC) بنسبة 0.11% ليغلق عند 46.8 ريال. أما سهم شركة “سابك للمغذيات الزراعية”، فقد سجل انخفاضًا بنسبة 0.8% ليبلغ 102 ريال.

في المقابل، دعم سهم “مصرف الراجحي” استقرار المؤشر العام، وذلك بعد تسجيله ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 97.8 ريال. أداء الأسهم الرئيسية يعكس مدى تأثر السوق المحلي بالعوامل الدولية، لكنه أظهر مقاومة ملحوظة للتقلبات الحادة.

التأثيرات العالمية على البورصة السعودية

تأثرت البورصة السعودية بالتراجعات التي شهدتها الأسواق العالمية، حيث انخفضت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية مثل “ناسداك 100” بنسبة 1.3% و”إس أند بي 500” بنسبة 0.8%. التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين زادت من تعقيد المشهد العالمي، خصوصًا بعد القيود الأمريكية الأخيرة على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى الصين.

من جهة أخرى، لا تزال أسعار النفط تلعب دورًا محوريًا في التأثير على السوق السعودي، مع بقاء خام برنت حول مستوى 65 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط عند مستوى 61 دولارًا للبرميل. هذا التراجع جاء مدفوعًا بخفض منظمة “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما لنمو الطلب العالمي خلال السنوات المقبلة.

توقعات مستقبلية لأداء البورصة السعودية

مع استمرار التوترات التجارية وانخفاض أسعار النفط، تبدو البورصة السعودية في حالة من الحذر. يترقب المستثمرون نتائج الشركات للربع الأول وتوزيعات الأرباح التي تمثل عاملًا حاسمًا لتحديد توجه السوق في الأسابيع القادمة. على الرغم من تسجيل الاقتصاد الصيني نموًا بنسبة 5.4% في ظل الضغوط الدولية، إلا أن المحللين يرون أن هذا النمو قد يتباطأ خلال الفترات المقبلة.

مع الأداء المتماسك لسهم “مصرف الراجحي” وبعض الأسهم القيادية الأخرى، من المتوقع أن تواصل البورصة السعودية احتفاظها بمستوياتها الحالية، مدعومة بتغيرات طفيفة في المؤشرات العالمية والمحلية. المستثمرون مطالبون بالبقاء متيقظين لتطورات الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية التي قد تحمل تأثيرًا ملحوظًا على السوق.