العاصفة المغناطيسية تقترب: الأرض تواجه ظاهرة فضائية نادرة قريبًا!

تشهد الكرة الأرضية الساعات المقبلة عاصفة جيومغناطيسية قوية ناجمة عن نشاط شمسي مكثف، حيث يُتوقع أن تُحدث هذه الظاهرة تأثيرات واسعة على الأنظمة التقنية وشبكات الاتصالات، وفي الوقت نفسه تزود عشاق الفلك بمشهد مذهل لأضواء الشفق القطبي. وبحسب مركز التنبؤ بالطقس الفضائي (NOAA)، فإن العاصفة من الدرجة G3، وستبلغ ذروتها قبل التراجع تدريجياً بحلول نهاية هذا الأسبوع.

ما هي العاصفة الجيومغناطيسية وتأثيراتها؟

العاصفة الجيومغناطيسية هي اضطراب في المجال المغناطيسي للأرض ناتج عن انبعاثات شمسية قوية تؤدي إلى تدفق جسيمات مشحونة باتجاه كوكبنا. هذه الظاهرة قد تسبب اضطرابات على نطاق واسع تشمل:

  • تأثيرات على أنظمة الملاحة مثل GPS.
  • تشويش إشارات الراديو القصيرة والطويلة المدى.
  • إجهاد شبكات الكهرباء بسبب اضطرابات المجالات المغناطيسية.

ووفقًا للخبراء، تم تسجيل انبعاث كتلي من الهالة الشمسية يوم الأحد الماضي، وهو السبب الرئيسي وراء هذه العاصفة. وبلغت درجتها G3 على سلم التقييم المكون من 1 إلى 5، وهو ما يمثل مستوى عالياً من التأثير المحتمَل، خصوصاً على المناطق القريبة من القطبين.

عشاق الفلك يترقبون عروض الشفق القطبي

رغم التحذيرات التقنية، فإن أضواء الشفق القطبي تظل الناتج الأكثر جمالاً لهذه الظاهرة. ومن المتوقع أن تكون ظاهرة الشفق القطبي مرئية في عدد من الولايات الأميركية، خاصة تلك الواقعة شمال البلاد. وللحصول على أوضح رؤية، يوصي الفلكيون بالتوجه إلى المواقع البعيدة عن الإضاءة الصناعية، مع استخدام تقنيات التصوير ليلاً، حيث يمكن أن تتحول السماء إلى لوحة نابضة بالألوان.

ويعد ظهور الشفق القطبي من العلامات الأكثر شيوعًا أثناء العواصف الجيومغناطيسية، حيث تتفاعل الجسيمات المشحونة مع الغلاف الجوي للأرض، ما يخلق أشكالاً ضوئية خلابة باللونين الأخضر والبنفسجي.

ماذا بعد العاصفة المغناطيسية؟

بحسب توقعات NOAA، من المنتظر أن تبدأ شدة العاصفة في الانخفاض تدريجياً إلى الدرجة G1 يوم الخميس قبل أن تستقر الأجواء أكثر بحلول يوم الجمعة. ورغم ذلك، يبقى المتخصصون وأجهزة الرصد في حالة تأهب لرصد أي تغييرات محتملة، خاصة في ظل استمرار النشاط الشمسي القوي خلال الأيام المقبلة.

وبينما يتابع العلماء بحذر للخروج بتوصيات جديدة لحماية الأنظمة التقنية، يظل الشفق القطبي هو الظاهرة الأبرز التي تُعيد للإنسان ارتباطه بالسماء وبجماليات الطبيعة، حتى وسط تهديدات شمسية تتطلب الحذر والاستعداد.