أرسنال ينهي حقبة أنشيلوتي الأوروبية ويخنق حلم العودة بجدارة

في ليلة أوروبية مشحونة بالإثارة والإحباط، ودّع ريال مدريد دوري أبطال أوروبا بعد هزيمته أمام أرسنال بنتيجة 2-1 على ملعب “سانتياغو برنابيو”. رغم تسجيل فينيسيوس هدف التعادل الذي أحيا آمال الجمهور الملكي، إلا أن مارتينيلي اختتم المباراة بهدف قاتل خلال الدقائق الأخيرة، مؤكداً تفوق أرسنال المستحق وتأهله لنصف النهائي. مشهد المباراة ألقى الضوء على نقاط الضعف في تشكيلة ريال مدريد، بينما ظهر التنظيم والروح القتالية لفريق أرسنال الذي صنع اللحظة وحقق إنجازاً أوروبياً لافتاً.

أرسنال ينهي حقبة أنشيلوتي في دوري الأبطال

لم يكن سقوط ريال مدريد أمام أرسنال مجرد خسارة مباراة، بل أضاء على نهاية مشوار مدربه كارلو أنشيلوتي في البطولة الأوروبية التي رفع كأسها عدة مرات. رغم الروح القتالية التي أبداها الفريق الملكي، إلا أن افتقاده للحلول التكتيكية وغياب نجومه الأساسيين أثر بوضوح على الأداء.

أثار أنشيلوتي الجدل بتلميحاته بعد المباراة عندما قال إنها ربما تكون آخر مواجهاته في دوري الأبطال. ظهر هذا الفريق الذي هيمن على أوروبا لسنوات في صورة شاحبة، مع أداء خيب أمل الجماهير. ولم يكن ذلك بسبب مجرد أخطاء فردية، بل بسبب تنظيم أرسنال المميز وتكتيك مدربه مايكل أرتيتا الذي أدار المباراة بروح المنافسة والإصرار.

تحكيم مثير وأبرز نقاط ضعف ريال مدريد

شهدت المباراة لحظات تحكيمية مثيرة للجدل أثرت على إيقاع اللقاء في شوطه الأول. من بين تلك اللحظات قرارات الحكم لوتيكسير المتعلقة بركلتي جزاء، وهو ما أثار غضب قطاع كبير من جمهور “البرنابيو”. ولكن على الرغم من هذا، ليس التحكيم هو من أسقط ريال مدريد، بل الأداء المرتبك والهفوات.

افتقد الفريق لأدوار مؤثرة من لاعبيه الأساسين مثل كيليان مبابي ورودريغو، إلى جانب إصابة داني كارفاخال التي زادت الأمور تعقيداً. غياب كروس، الذي أنهى مسيرته قبل المباراة، أدى إلى فجوة وسط الملعب التي استطاع لاعبو أرسنال استغلالها بفعالية منقطعة النظير.

أرسنال يتألق ويكتب تاريخه الأوروبي

قاد أرتيتا فريقه أرسنال لواحدة من أبرز الإنجازات في الأعوام الأخيرة. بفضل الأداء المحكم من ساكا وديكلان رايس ومارتينيلي، تألق الفريق الإنجليزي ككتلة واحدة مترابطة. أثبت أرسنال جدارته بالعبور إلى نصف النهائي ليعيد وضعه بين نخبة أندية القارة.

النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية مدروسة، حيث أظهر الفريق انسجاماً تكتيكياً وأداءً بدنيًا عالي المستوى جعله قادراً على الوقوف أمام ريال مدريد، الفريق الأنجح في تاريخ البطولة، وتحقيق نتيجة كبيرة على أرضه وبين جماهيره.

رغم المرارة التي عاشها جمهور مدريد، فإن هذه اللحظة تمثل صفحة جديدة لريال مدريد للتعلم وإعادة بناء الفريق. وفي المقابل، أرسنال يستعد الآن لإنهاء موسمه الأوروبي بأداء مثالي قد يحمل له اللقب لأول مرة منذ سنوات.