دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد يسعى لريمونتادا تاريخية.. هل ينجح؟

لطالما كانت كلمة “ريمونتادا” بمثابة سحر يجتاح عالم كرة القدم، حيث ترتبط بأحداث مثيرة تجسد العودة من الانكسار إلى الانتصار. وبينما يستعد ريال مدريد لمواجهة أرسنال في لقاء الإياب بدوري أبطال أوروبا، تتزايد تطلعات جماهير النادي “الملكي” لتحقيق ريمونتادا جديدة، تعيد الأذهان إلى اللحظات الخالدة في تاريخ الكرة العالمية التي كانت شاهدة على انتفاضات لا تُنسى هزّت الملاعب وألهبت المشاعر.

الريمونتادا: مصطلح يعكس الإيمان والانتصار في كرة القدم

ظهر مصطلح “الريمونتادا” في اللغة الإسبانية من الفعل “remontar”، الذي يعني “التغلب على موقف سلبي”، وارتبط بالعديد من اللحظات التاريخية الرياضية. واحدة من أبرز تلك المواقف هي مواجهة برشلونة وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا عام 2017، حين قلب الكتالونيون الطاولة بفوز 6-1 بعد هزيمة ذهاباً 4-0. هذه المباراة خلقت ارتباطاً عاطفياً بين الكلمة وبين الإصرار الرياضي الذي يجعل المستحيل ممكناً.

وفقاً لقاموس الأكاديمية الملكية الإسبانية، باتت الكلمة تُستخدم لتعبر عن العودة في نتائج المباريات، وإثارة المشاعر المتباينة بين الفرح العارم للجماهير الفائزة والإحباط الساحق لأنصار الفرق الخاسرة. تتجلى الريمونتادا كدليل على أن الرياضة ليست مجرد لعبة أرقام ونتائج، لكنها مساحة تجسد الإصرار والحماسة.

نجاحات ريال مدريد: الريمونتادا في ذروة أمجاد النادي الملكي

ريال مدريد يُعد من أبرز الفرق التي عرفها التاريخ ارتباطاً بمفاهيم الريمونتادا. أبرز تلك اللحظات جاءت في كأس الأندية الأوروبية البطلة عام 1956 حين قلب ريال مدريد تأخره أمام ريمس الفرنسي من 2-0 إلى الفوز 4-3 في النهائي.

وبعدها، جاءت مباراة أخرى مثيرة أمام ديربي كاونتي الإنجليزي عام 1975، حيث خسر الملكي ذهاباً 4-1، وعاد لينتصر إياباً بخماسية مقابل هدف. مثل هذه الانتصارات رسخت مكانة الريمونتادا كجزء حيوي من روح الفريق والمدرجات التي دائمًا ما تؤمن بقدرة فريقها على العودة مهما كانت الظروف قاسية.

لحظات خالدة: مانشستر وديبورتيفو وبقية أساطير الريمونتادا

الريمونتادا لم تكن حكراً على الدوري الإسباني. في إنجلترا، قدم مانشستر يونايتد درساً لا يُنسى في 1999 حين قلب تأخره ضد بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا إلى فوز مذهل بهدفين في الوقت بدل الضائع.

كما حظي ديبورتيفو لا كورونيا الإسباني بمجد خاص في 2004 عندما أطاح بميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، بعد أن قلب خسارته ذهاباً 4-1 إلى فوز إياباً 4-0. ولم تتوقف الريمونتادا عند حدود أوروبا؛ فقد شهدت الكرة العربية مباريات أسطورية كان أبرزها نهائي الدورة العربية 1999 بين الأردن والعراق.

تظل الريمونتادا رمزاً خالدًا في تاريخ كرة القدم، تحمل معها عبق الصمود وتطلق العنان لقوة الإرادة البشرية للتغلب على التحديات وتحقيق النصر غير المتوقع. في انتظار مواجهة ريال مدريد وأرسنال، السؤال المطروح: هل نشهد ريمونتادا جديدة تُضاف إلى قائمة اللحظات الأسطورية؟