حركة حجوزات نشطة تشعل الأجواء هذا الأسبوع على الخطوط الجويّة!

مع اقتراب عطلة عيد الفصح، يستعد القطاع السياحي في لبنان لاستقبال أعداد كبيرة من المسافرين من المقيمين في الخارج واللبنانيين المغتربين وبعض الجنسيات الأخرى التي تهتم بزيارة البلاد في هذه الفترة. حركة حجوزات الطيران شهدت نشاطاً ملحوظاً، حيث أفاد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر، جان عبود، بأن المطارات تسجل نسبة إشغال عالية للطائرات المتجهة إلى بيروت، وسط توقعات بموسم سياحي يحتمل امتداداً إلى عطلة عيد الفطر.

حجوزات الطيران إلى لبنان تسجل نسب إشغال عالية

هذا الموسم السياحي يبدو مبشراً رغم التحديات. وفق تصريحات نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر، بلغت نسبة إشغال الرحلات المتجهة إلى لبنان 100% بالنسبة لغالبية الرحلات، فيما اضطرت بعض شركات الطيران إلى جدولة رحلات إضافية لتلبية الطلب. من الأمثلة البارزة على ذلك، ثلاث رحلات يومية مكتملة الحجوزات من الرياض، بالإضافة إلى رحلات متكررة من مدن كجدة ودبي، فضلاً عن رحلات من وجهات أوروبية مثل فرانكفورت وباريس التي تصل نسبة ملاءتها إلى 70%.

أما الرحلات القادمة من الكويت، فتتراوح نسب إشغالها بين 75% و80%، ما يُعطي دلالة إضافية على الإقبال المتزايد من قبل المغتربين والجاليات اللبنانية. من جهته، أشار عبود إلى أن هذه الحركة جيدة وإن كانت أقل مقارنة بما يُسجل خلال عيد الفطر.

الجنسيات المغادرة إلى لبنان وأفق عودة السياح الخليجيين

يشكل المغتربون واللبنانيون العاملون في الخارج النسبة الأكبر من الركاب المتجهين إلى لبنان خلال هذه الفترة، مع عدد محدود من السياح من جنسيات أردنية وعراقية ومصرية. لكن الملف الاقتصادي لعب دوراً في تأخير عودة السياح الخليجيين، لا سيما السعوديين، الذين كانت سياحتهم ركيزة أساسية للقطاع السياحي في البلاد. عبود أشار إلى أن عودة هؤلاء السياح تحتاج إلى خطوات حكومية لمعالجة القضايا الاقتصادية والسياسية التي تعيق رفع الحظر الخليجي.

مع ذلك، يتفاءل القطاع السياحي بموسم واعد خلال الصيف إذا ما تحققت نتائج إيجابية على صعيد العلاقات الخليجية اللبنانية. ويعتقد عبود أن هذا الصيف قد يشهد نهضة سياحية إذا استُثمرت الجهود بشكل صحيح.

مقارنة مع حركة السياحة في العام الماضي

رغم حيوية الموسم الحالي، يرى الخبراء أن نسبة الحجوزات مشابهة تقريباً لنفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من التراجع الذي شهدته حركة السياحة بداية الصيف الماضي نتيجة الأحداث الإقليمية. الآمال اليوم تتركز على استعادة لبنان لمكانته الطبيعية كوجهة سياحية جذابة، خاصة مع زيادة التركيز على تحسين البنية التحتية ودعم الاستثمارات السياحية.

في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل ستحمل الأشهر القادمة أخباراً إيجابية تُعيد الوجه المشرق للسياحة اللبنانية وتستقطب مزيداً من السياح الخليجيين؟ الأطراف المعنية تعمل جاهدة لتحقيق هذا الهدف، في انتظار نتائج ملموسة تُمكن القطاع من تحقيق ازدهار كبير هذا الصيف.