معالجة 130 ألف قضية مخدرات: حجز 5 أطنان كيف و3 قناطير كوكايين في 2024

تواجه الجزائر تحديًا خطيرًا يتمثل في توسع ظاهرة تهريب المخدرات وترويجها عبر حدودها الغربية والجنوبية. وفقًا لتصريحات محافظ الشرطة زين الدين أرعون خلال برنامج إذاعي، تحذر السلطات الأمنية من أن البلاد تتعرض لحرب غير معلنة تستهدف شريحة الشباب. وقد أكدت أن الجهود الوطنية بمختلف أجهزتها الأمنية تتبنى إستراتيجية شاملة لمكافحة تجارة المخدرات عبر الحدود وحتى داخل الأحياء.

حرب المخدرات في الجزائر: تحديات وإجراءات أمنية

أوضح المسؤول الأمني زين الدين أرعون أن ظاهرة تهريب المخدرات تُدار عبر شبكات منظمة عابرة للحدود، ما يتطلب تعاونًا قويًا بين أجهزة الأمن المختلفة. في عام 2024، سجلت المديرية العامة للأمن الوطني معالجة أكثر من 130 ألف قضية متعلقة بالمخدرات، تورط فيها 142,926 شخصًا. إضافة إلى ذلك، أعلنت الأجهزة المختصة عن حجز كميات ضخمة من الممنوعات، شملت ما يزيد عن 5.6 أطنان من الكيف المعالج و3 قناطير من الكوكايين، إلى جانب أكثر من 14 مليون قرص من المؤثرات العقلية، مما يمثل ضعف المحجوزات المسجلة في عام 2023.

لتنفيذ هذه الجهود، يعتمد الأمن الجزائري على تنسيق عملياتي مُحكم بين الجيش الوطني الشعبي، الذي يُعد خط الدفاع الأول على الحدود، وبين وحدات الأمن الوطني والدرك الوطني. هذا النهج المشترك يعزز كفاءة التصدي لشبكات الإتجار بالمخدرات التي تعمل بآليات معقدة وآخذة في التطور.

إستراتيجية مكافحة المخدرات: الوقاية والتحسيس

تُركز السلطات الجزائرية على مقاربة شاملة لمكافحة المخدرات، تتضمن محورين رئيسيين: المحور الأول يتعلق بالقضاء على شبكات التهريب والإتجار غير المشروع بدءًا من الحدود، بينما يُعنى المحور الثاني بالوقاية والتحسيس من خطورة تعاطي المخدرات وآثارها على الأفراد والمجتمع. وتشدد المديرية العامة للأمن الوطني على الدور التوعوي الذي يشمل برامج إعلامية وفعاليات ميدانية تستهدف التوعية بالأضرار المدمرة للمخدرات.

كما عملت المديرية على إنشاء مصالح متخصصة، من بينها المصلحة المركزية لمكافحة الإتجار بالمخدرات وأخرى تُعنى بالجريمة المنظمة والسيبرانية. وفي هذا الإطار، تم تسطير برامج تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الأمنية بما يتماشى مع التطورات الحديثة في أنماط الجريمة.

ارتفاع ملحوظ في محجوزات المخدرات بالجزائر

تشير البيانات الرسمية إلى تصاعد انتشار المخدرات داخل الجزائر، حيث تُظهر المحجوزات المضبوطة في 2024 مقارنة بالعام السابق ارتفاعًا كبيرًا. وقد شكّلت الأقراص المهلوسة وحدها ما يزيد على 14 مليون وحدة، مما يعكس تغيرًا واضحًا في اتجاهات التهريب التي باتت تستهدف وبشكل مباشر الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

لمعالجة هذا الخطر المتصاعد، تؤكد السلطات اهتمامها بتطوير سياسات استباقية تعتمد على تقنيات حديثة وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة المخدرات. كما تُشدد على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية والرسمية للحد من هذه الآفة التي تهدد مستقبل شباب الجزائر.