مسيرة الفنان الراحل سليمان عيد: قصة نجاح وتألق في عالم الفن

في خطوة حزينة أثرت في قلوب محبيه، رحل الفنان الكوميدي سليمان عيد عن عالمنا بعد مسيرة طويلة حافلة بالأعمال الفنية التي أضفت البهجة إلى الجمهور. آخر ظهور له كان في فيلم “فأر بسبع أرواح”، الذي خطف الأنظار خلال موسم عيد الفطر 2025، ورسّخ مكانته كأحد أبرز وجوه الكوميديا في السينما المصرية. نقدم في هذا التقرير إضاءة على مسيرته الفنية وذكريات آخر أعماله، بالإضافة إلى تفاصيل وفاته المؤثرة.

مسيرة سليمان عيد في الكوميديا والسينما

الفنان سليمان عيد، المولود في 17 أكتوبر 1961، بدأ مشواره الفني في أواخر الثمانينيات، حيث وضع بصمته الأولى في عالم السينما من خلال أدوار صغيرة. إلا أن مشاركته في فيلم “الإرهاب والكباب” عام 1992، إلى جانب الفنان عادل إمام، شكلت نقطة تحول كبيرة في مسيرته الفنية.

تميز عيد بتقديم أدوار كوميدية لا تُنسى في أفلام بارزة مثل “طيور الظلام”، و”النوم في العسل”، و”همام في أمستردام”. وعلى مدار ما يزيد عن ثلاثة عقود، وصل رصيد أعماله الفنية إلى أكثر من 150 عملاً شملت الأفلام السينمائية، المسلسلات التلفزيونية، والمسرحيات.

إلى جانب ذلك، كان سليمان عيد يُطلق ضحكات جمهوره على منصات التواصل الاجتماعي. عبر تطبيق “تيك توك”، زادت شعبيته بفضل مقاطع الفيديو الطريفة التي جمعته في كثير من الأحيان بكريم عبد العزيز، نجل الفنان الراحل محمود عبد العزيز، ليؤكد أنه امتلك موهبة طبيعية جعلته قريبًا من قلوب كافة الأجيال.

تفاصيل آخر أعمال سليمان عيد

ظهر سليمان عيد للمرة الأخيرة على شاشة السينما من خلال فيلم “فأر بسبع أرواح”، الذي طُرح خلال موسم أفلام عيد الفطر 2025. الفيلم، الذي أثار إقبالاً واسعاً، تميز بدور فريد للفنان الراحل حيث جسد شخصية “جثة غامضة”. هذه الشخصية أخذت طابعًا كوميديًا فاق التوقعات، إذ ظهرت الجثة في أماكن غريبة مثل حقيبة آلة موسيقية وأثاث الزفاف، مما أضفى نكهة مميزة للفيلم.

أحد أبرز المشاهد كان يتمثل في ظهور الجثة بشكل مفاجئ خلال حفل زفاف، مما أدى إلى مواقف كوميدية حظيت بتفاعل كبير من الجمهور. هذا العمل عمّق بصمة سليمان عيد في مجال الكوميديا وترسيخ حب الجمهور له حتى اللحظة الأخيرة من مشواره الفني.

تفاصيل وفاة سليمان عيد

في خبر هز الساحة الفنية، أعلن نجل الفنان الراحل عبر حسابه على فيسبوك عن وفاة والده بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة. تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة أثناء وجوده في سيارة الإسعاف.

أُقيمت صلاة الجنازة على سليمان عيد عقب صلاة الجمعة في المجمع الإسلامي بالشيخ زايد، بحضور عدد كبير من أسرته وأصدقائه، الذين ودّعوه بالدموع. وترك فراقه أثراً كبيراً في أوساط الفن والمجتمع، حيث سيتذكره الجميع كأيقونة في عالم الكوميديا.

رحيل سليمان عيد ليس فقط فقدانًا لفنان قدير، بل لابتسامة ملأت القلوب لأجيال. تبقى أعماله وإرثه الفني شاهداً على موهبة استثنائية أضاءت عالم السينما والتلفزيون.