بلبن يدفع ثمن نجاحه؟ غلق الفروع يشعل الجدل ويتصدر الاتهامات والحملات

قرار غلق سلسلة محلات “بلبن” في مختلف المحافظات المصرية أثار حالة من الجدل بين المواطنين، حيث تعددت الأسباب المعلنة وازدادت التساؤلات حول الحملة الأخيرة التي استهدفت هذا البراند الصاعد. وفي حين أشار البعض إلى وجود مخالفات تنظيمية وصحية، ذهب آخرون إلى اتهامات بوجود حملات ممنهجة ضد الشركة. وسط كل هذا، يبقى مصير العاملين هو الحدث الأكثر مأساوية.

غلق فروع بلبن.. بين الأسباب التنظيمية والغموض

شهدت الأيام الماضية قرارات لغلق عدد كبير من فروع سلسلة محلات “بلبن” في القاهرة والجيزة ومدن أخرى، حيث أكدت السلطات أن هذه القرارات جاءت نتيجة عدم استيفاء اشتراطات التراخيص والتشغيل.
ففي محافظة الجيزة، أُغلقت 12 فرعًا بسبب ما وصفته المحافظة بـ”إدارة الفروع دون ترخيص”، بينما أفادت تقارير من محافظة الغربية بأن الفروع أغلقت نتيجة مخالفات كشفها مفتشو هيئة سلامة الغذاء والصحة.
وفي بورسعيد، أصدرت السلطات قرارًا بإغلاق الفروع أيضًا لعدم استكمال إجراءات التراخيص، في حين استمرت حملات الغلق بوتيرة متزايدة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة القرارات التي جاءت مفاجئة للبعض.

هل حالات التسمم وراء غلق بلبن؟

طار الجدل بعيدًا بعدما أثير الحديث عن تسجيل حالات تسمم غذائي مرتبطة ببعض المنتجات المقدمة من “بلبن”. وبينما لم تؤكد التقارير الرسمية هذه المزاعم، أصدرت الشركة بيانًا نفت فيه أن تكون حالات التسمم سببًا خلف هذه الإجراءات.
قال البيان: “الغلق الذي حدث يعود لأسباب إدارية تتعلق بالتراخيص، ولا يوجد دليل طبي أو بلاغ رسمي يشير إلى حالات تسمم بسبب منتجاتنا.” مع ذلك، أشار البيان إلى “وجود حملة ممنهجة وضغوط غير مفهومة”، متسائلًا عن التوقيت وعن أسباب تزايد الحديث حول الشركة.
على صعيد آخر، يتداول البعض أن هناك منافسة شرسة من قبل علامات تجارية أخرى قد تكون دفعت بهذه التحركات، خاصة أن سلسلة “بلبن” نجحت خلال فترة قصيرة في اكتساب مكانة قوية داخل السوق المصري.

مصير العاملين المعلق بعد إغلاق الفروع

الانعكاس الأكثر تأثيرًا لأزمة “بلبن” يتمثل في فقد الآلاف من العاملين مصدر رزقهم، وهو ما أشعل مشاعر الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت منشورات تسرد معاناة الشباب الذين يعتمدون بشكل كامل على دخلهم من العمل في السلسلة.
على سبيل المثال، شارك أحد العاملين قصته قائلًا: “أنا مدين بـ60 ألف جنيه لعلاج والدتي، كنت أسددهم من عملي في بلبن، والآن أجد نفسي بلا عمل ولا دخل.”
ردا على ذلك، أعلنت مطاعم محلية مثل “هم هم” طرح فرص توظيف للعاملين المتضررين من الإغلاق، في محاولة للتخفيف من وطأة هذه الأزمة.

ومع وجود أكثر من 25 ألف موظف متضرر، يتصاعد الجدل حول تأثير هذه القرارات على مستقبل أحد أهم العلامات التجارية المحلية وعلى حياة آلاف الأسر التي باتت تعيش في انتظار حلول قد لا تكون قريبة.