انخفاض عيار 18 بالسودان اليوم بعد فترة استقرار طويلة يثير الاهتمام

شهدت أسعار الذهب في السودان اليوم الجمعة 18 أبريل 2025، انخفاضًا ملحوظًا بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي، متأثرة بالتراجع في الأسعار العالمية للذهب. هذا الانخفاض طال جميع أعيرة الذهب في السوق المحلي، وعلى رأسها عيار 18 الذي يُعتبر أحد الأنواع الرئيسية المتداولة. تأتي هذه التغيرات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تقلبات نتيجة عوامل عدة، أبرزها أسعار العملة والسياسات النقدية.

تراجع أسعار الذهب في السودان وتأثيراته على السوق المحلي

يُعد الذهب أحد المؤشرات الاقتصادية التي تعكس حالة السوق في السودان، حيث يُستخدم كملاذ آمن للاستثمار وحفظ قيمة المدخرات. ومع الانخفاض الذي طرأ على أسعار الذهب عالميًا، تراجعت الأسعار المحلية بشكل متوازٍ.

في السوق السودانية، بلغ سعر الذهب عيار 24، المعروف بنقائه العالي، اليوم نحو 64,350 جنيه سوداني (ما يعادل 106.98 دولار أمريكي). ويُعتبر هذا العيار الخيار الأول للراغبين في الاستثمار طويل المدى نظرًا لجودته العالية. أما الذهب عيار 21، وهو الأكثر شعبية بين المشترين لاستخدامه في صناعة الحُلي، فقد استقر سعره عند حوالي 56,300 جنيه سوداني (93.61 دولار أمريكي).

أما الذهب عيار 18، فقد بلغ سعره اليوم نحو 48,250 جنيه سوداني (80.23 دولار أمريكي)، ليواصل بذلك جذب المشترين بشكل خاص لصناعة المجوهرات العصرية والمزينة بأحجار كريمة.

العوامل العالمية المؤثرة على سعر الذهب

تشهد السوق العالمية حاليًا سلسلة من التغيرات الاقتصادية التي تؤثر على أسعار الذهب بشكل عام. على سبيل المثال، سجلت الأوقية الذهبية اليوم في الأسواق العالمية حوالي 3327 دولارًا أمريكيًا. ومن بين العوامل التي تؤثر على هذه التغيرات ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، وتأثير السياسات الاقتصادية للدول الكبرى، والتوترات الجيوسياسية التي تزيد من الإقبال على الذهب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن خفض بعض البنوك المركزية لأسعار الفائدة، مثلما فعل البنك المركزي المصري مؤخرًا، يُسهم في جذب الاستثمارات نحو الأصول الأكثر أمانًا مثل الذهب.

قرارات نقدية وتأثيرها على أسعار الذهب

في خطوة هي الأولى من نوعها خلال خمس سنوات، قام البنك المركزي المصري بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 225 نقطة أساس، ليصل عائد الإيداع لليلة واحدة إلى 25% والإقراض إلى 26%. أثرت هذه القرارات على المشهد الاقتصادي العالمي، وامتد تأثيرها إلى الأسواق الناشئة ومنها السودان.

وأوضح البنك المركزي المصري في بيان له، أن تراجع أسعار السلع المستوردة مثل النفط والسلع الزراعية، بجانب التحديات المناخية وتقلبات سلاسل التوريد، أسهم في تغيير المشهد الاقتصادي الراهن. ومع ابتعاد العديد من المستثمرين عن المخاطر الكبرى، يُتوقع استمرار تقلب أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

تشير هذه التغيرات إلى أهمية مراقبة الأسواق عن قرب بالنسبة للمستثمرين والمستهلكين الراغبين في الاستفادة من تحسين عند الاستثمار في الذهب. هذه التغيرات تعد مؤشرًا هامًا على حالة الاقتصاد بشكل عام، ليس في السودان فحسب، بل حول العالم.