يلا نفهم ليه.. ارتفاع قيمة البناء الأخضر لن يستمر طويلاً حسب رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان لـ الشروق

تزداد أهمية البناء الأخضر يومًا بعد يوم كحل فعال لمواجهة التحديات البيئية العالمية، حيث يسعى العالم إلى تحقيق الاستدامة في مختلف المجالات، ومنها العمارة ومواد البناء. يُعتبر هذا النوع من البناء خطوة أساسية للحد من الانبعاثات الكربونية وحماية الموارد الطبيعية. في هذا السياق، تعمل الجهات الحكومية والمراكز البحثية في مصر على تعزيز مفهوم البناء الصديق للبيئة من خلال إصدار أدلة ومعايير حديثة.

ما أهمية البناء الأخضر في مواجهة تغير المناخ؟

يُعد البناء الأخضر أحد الأدوات الرئيسية لمواجهة تغير المناخ، حيث يركز على استخدام مواد وتقنيات تقلل من استهلاك الطاقة والمياه، وتحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. هذه المباني تُصمم لتكون مستدامة طوال دورة حياتها، بدءًا من اختيار المواد المستخدمة وصولاً إلى مرحلة الهدم أو إعادة التدوير. كما يساهم هذا النهج في تحسين جودة الحياة من خلال توفير بيئة صحية للسكان، وتقليل التلوث الهوائي والصوتي في المناطق الحضرية. مع ارتفاع الوعي بأهمية الاستدامة، يتجه المطورون والأفراد نحو اعتماد العمارة الخضراء كخيار رئيسي، خاصة مع الدعم الحكومي الذي يشمل حوافز مالية وتقنية لتشجيع هذا الاتجاه. ومن المتوقع أن يصبح البناء الأخضر معيارًا عالميًا خلال العقود القادمة، مما يعزز الحاجة إلى تطوير المهارات والخبرات في هذا المجال.

كيف يدعم مركز بحوث الإسكان البناء الأخضر في مصر؟

يلعب المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء دورًا محوريًا في نشر ثقافة البناء الأخضر في مصر، حيث بدأ اهتمامه بهذا المجال منذ عام 2008، مواكبًا توجه الدولة نحو التحضر المستدام. يعمل المركز على وضع معايير ومواصفات دقيقة لضمان تحقيق جودة عالية في المشروعات الحضرية، كما أصدر دليل البناء الصديق للبيئة الذي يُعتبر مرجعًا أساسيًا للمطورين والمهندسين. إلى جانب ذلك، يجري حاليًا إعداد دليل جديد يركز على مواد البناء المستدامة، ومن المقرر صدوره خلال الأشهر الستة المقبلة. هذه الجهود تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية العمارة الخضراء، وتقليل المخاوف المتعلقة بارتفاع التكاليف مقارنة بالمباني التقليدية، حيث من المتوقع أن تنخفض هذه التكاليف مع الوقت نتيجة التقدم التكنولوجي وزيادة الطلب.

ما هي مزايا البناء الأخضر مقارنة بالطرق التقليدية؟

يقدم البناء الأخضر مجموعة من المزايا التي تجعله خيارًا مفضلًا على المستويات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يعتمد على استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة عالية، مما يقلل من استهلاك الطاقة والمياه بشكل ملحوظ. على الصعيد البيئي، يساهم في تقليل انبعاثات الكربون من خلال استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير، ودمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. أما اقتصاديًا، فإن المباني المستدامة تقلل من تكاليف التشغيل والصيانة على المدى الطويل، رغم ارتفاع التكلفة الأولية بنسبة 8-10% مقارنة بالبناء التقليدي. اجتماعيًا، تعزز هذه المباني من رفاهية السكان عبر تحسين جودة الهواء الداخلي، وتوفير عزل حراري وصوتي فعال. ومن الجدير بالذكر أن هذه المزايا تجعل الاستثمار في العمارة الخضراء مجديًا للغاية، سواء للأفراد أو الشركات العقارية.

لتوضيح بعض الفروقات بين البناء الأخضر والتقليدي، يمكن الاطلاع على الجدول التالي:

العامل البناء الأخضر البناء التقليدي
استهلاك الطاقة منخفض بفضل الطاقة المتجددة مرتفع بسبب الاعتماد على الوقود الأحفوري
تكلفة الصيانة منخفضة على المدى الطويل مرتفعة ومستمرة
التأثير البيئي إيجابي بسبب تقليل الانبعاثات سلبي بسبب استهلاك الموارد

وفيما يخص العناصر الأساسية التي يجب مراعاتها عند تصميم مباني مستدامة، يمكن تلخيصها في القائمة التالية:

  • اختيار مواد بناء صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير.
  • استخدام تقنيات توفير الطاقة مثل الألواح الشمسية.
  • تصميم أنظمة إعادة تدوير المياه للري والاستخدامات غير الصالحة للشرب.
  • تعزيز العزل الحراري والصوتي لتقليل استهلاك الكهرباء.

في الختام، يُعد التوجه نحو البناء الأخضر ضرورة حتمية في ظل التحديات البيئية الراهنة، حيث يُسهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وصحة. ومع استمرار الجهود الحكومية والبحثية في دعم هذا المجال في مصر، من خلال إصدار أدلة متخصصة وتقديم حوافز للمطورين، يُتوقع أن يشهد هذا القطاع نموًا كبيرًا في السنوات المقبلة. إن تبني العمارة المستدامة ليس رفاهية، بل خيار استراتيجي لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وحماية بيئتنا من التدهور المستمر.