يا جماعة انصدموا! فضيحة تجسس جديدة NSO تعترف ببيع “بيجاسوس” لدول تستهدف اختراقات واتساب بلا رحمة.

في عام 2019، شهد العالم فضيحة تقنية كبرى حين كشف محامٍ يمثل شركة NSO الإسرائيلية عن تورط حكومات دول عديدة في استخدام برنامج بيجاسوس للتجسس، وذلك ضمن حملة قرصنة استهدفت أكثر من 1200 مستخدم لتطبيق واتساب، مما أثار جدلاً واسعاً حول الخصوصية الرقمية وأمن المستخدمين، وفتح النقاش حول مخاطر هذه التقنيات.

كيف أثر برنامج بيجاسوس على خصوصية مستخدمي واتساب؟

برنامج بيجاسوس، الذي طورتة شركة NSO، يُعد أحد أخطر أدوات القرصنة الإلكترونية التي تُستخدم لاختراق الأجهزة الذكية دون علم مالكيها، حيث تم استغلال ثغرة أمنية في واتساب لاستهداف مئات المستخدمين خلال أشهر قليلة من عام 2019، وشملت قائمة الضحايا نشطاء حقوقيين، صحفيين، وشخصيات بارزة في المجتمع المدني، مما يُبرز خطورة هذه التكنولوجيا على الحريات الشخصية؛ إذ أن هذا الاختراق لم يقتصر على أفراد عاديين، بل امتد ليشمل أهدافاً استراتيجية في دول مختلفة، وهو ما دفع شركة واتساب، التابعة لمجموعة ميتا، إلى رفع دعوى قضائية ضد NSO للمطالبة بحماية خصوصية المستخدمين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات السيبرانية، مؤكدةً أن هذه التجاوزات تهدد أمن بيانات الملايين حول العالم.

ما هي الدول المتورطة في استخدام بيجاسوس للتجسس؟

خلال جلسة استماع قضائية، أشار محامي شركة NSO إلى أن دولاً مثل المكسيك، السعودية، وأوزبكستان كانت من بين العملاء الذين حصلوا على تراخيص لاستخدام برنامج بيجاسوس، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإفصاح علناً عن أسماء بعض الجهات المستخدمة لهذه التقنية الخطيرة، بالإضافة إلى ذلك، تم الإشارة إلى دول أخرى مثل البحرين، الهند، والمغرب ضمن وثائق المحكمة، مما يعكس انتشار استخدام هذه الأداة على نطاق عالمي واسع؛ ومع ذلك، لم تُدرج بعض الدول المذكورة في القوائم الرسمية بشكل كامل، ربما بسبب استهداف أشخاص خارج حدودها الجغرافية، كما حدث في حالات موثقة سابقاً في أماكن أخرى من العالم، وهو ما يزيد من تعقيد القضية ويبرز الحاجة إلى قوانين دولية تحد من هذه الممارسات.

ما تداعيات استخدام بيجاسوس على الأمن السيبراني العالمي؟

إن استخدام برامج مثل بيجاسوس لأغراض التجسس يشكل تهديداً كبيراً للأمن السيبراني على المستوى الدولي، فهذه الأدوات لا تُهدد خصوصية الأفراد فحسب، بل يمكن أن تُستخدم للتأثير على السياسات الحكومية واستTargeting stability بعض الأنظمة من خلال استهداف شخصيات مؤثرة، وقد أظهرت تقارير منظمات مثل Citizen Lab ومنظمة العفو الدولية أن هذه التقنيات تُستخدم بشكل متكرر ضد المعارضين السياسيين والصحفيين في دول متعددة مثل المجر والإمارات؛ لذا، فإن الحاجة ملحة لتطوير أنظمة حماية رقمية متقدمة تضمن أمن البيانات الشخصية، وفي الوقت نفسه، يتعين على المجتمع الدولي التعاون لوضع ضوابط صارمة تحد من تداول مثل هذه البرامج واستخدامها في أغراض غير مشروعة، مع تعزيز الوعي بمخاطر القرصنة الإلكترونية بين المستخدمين العاديين.

ولفهم تأثير هذه القضية بشكل أعمق، يمكن النظر إلى الأرقام والإحصائيات التي تُظهر حجم المشكلة، فوفقاً للوثائق القضائية، تم استهداف 1223 شخصاً من خلال برنامج بيجاسوس في حملة 2019 وحدها، وهذا العدد قد يكون مجرد قمة جبل الجليد، إذ أن العديد من الضحايا قد لا يكونوا على دراية باختراق أجهزتهم؛ وبالتالي، فإن تعزيز الشفافية من قبل الشركات المطورة لمثل هذه البرامج، إلى جانب فرض عقوبات على الجهات المخالفة، يُعد خطوة ضرورية لتقليل هذه المخاطر، مع ضرورة الإسراع في تطوير حلول تقنية تحمي المستخدمين من الاختراقات المستقبلية التي تهدد أمنهم الرقمي.

في هذا السياق، يمكن استعراض بعض النقاط المهمة التي تُساعد المستخدمين على حماية أنفسهم من مخاطر التجسس الرقمي باستخدام برامج مثل بيجاسوس من خلال قائمة بسيطة ومفيدة:

  • تحديث التطبيقات والأنظمة بشكل منتظم لسد الثغرات الأمنية.
  • تجنب فتح الروابط أو الملفات المشبوهة التي قد تُستخدم لنقل البرمجيات الخبيثة.
  • استخدام تطبيقات حماية موثوقة للكشف عن أي برامج ضارة.
  • تفعيل خاصية المصادقة الثنائية لتأمين الحسابات الشخصية.

ولتوضيح حجم الضرر الذي تسببه مثل هذه الحوادث على المستوى العالمي، نُقدم جدولاً يُظهر بعض الأرقام المتعلقة بحملة التجسس التي نفذها برنامج بيجاسوس في 2019:

البيان القيمة
عدد الضحايا المستهدفين 1223 شخصاً
الفئات المستهدفة نشطاء، صحفيون، شخصيات مدنية
الدول المرتبطة المكسيك، السعودية، الهند، وغيرها

في الختام، تُعد قضية برنامج بيجاسوس درساً مهماً حول أهمية حماية البيانات الشخصية في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث يجب على الأفراد والمؤسسات على حد سواء اتخاذ خطوات جادة للتصدي لمخاطر القرصنة الإلكترونية، سواء من خلال تعزيز الأنظمة الأمنية أو المطالبة بمحاسبة الشركات التي تُساهم في تطوير أدوات التجسس مثل بيجاسوس؛ ومع استمرار التطور التكنولوجي، سيظل الأمن السيبراني تحدياً كبيراً يتطلب تعاوناً دولياً شاملاً لضمان بيئة رقمية آمنة للجميع.