إبداع الدراما: حسن الشماسي يكشف كيف تُسهم في تشكيل وعي الأمم

تعد الدراما أحد أهم أدوات تشكيل الثقافة والوعي في المجتمعات؛ فهي تمتلك قوة تأثير واسعة على الأفراد، خاصة الشباب، مما يُبرز أهمية الالتزام بالضوابط الأخلاقية والقيمية في إنتاج الأعمال الفنية. تمتلك مصر تاريخًا دراميًا عريقًا بفضل مواهبها المتنوعة من مخرجين، كتّاب، وممثلين. لذا، فإن تطوير المحتوى الدرامي ليحترم عقل المشاهد ويدعم الهوية الوطنية أمر لا بد منه.

أهمية الدراما في تشكيل وعي المجتمعات

تعمل الدراما على تقديم انعكاس متكامل لواقع المجتمعات من خلال تصوير الأحداث والقصص التي تلامس حياة الناس اليومية. فهي أداة فعالة تساعد في تعزيز الشعور بالهوية والانتماء؛ وذلك من خلال عرض النماذج الإيجابية التي تلهم المشاهدين وتوجههم نحو السلوكيات السليمة. بالمقابل، فإن التركيز على النماذج السلبية، مثل تقديم شخصيات تشجّع على العنف أو الجريمة، يسهم بشكل كبير في صناعة وعي مضاد يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على سلوكيات الشباب.

نماذج إيجابية أثرت في المجتمع المصري

تشهد الساحة الدرامية المصرية نماذج لأعمال تعكس الدور الإيجابي للدراما، مثل مسلسل “لام شمسية” و”حسبة عمري”؛ حيث تناولت هذه الأعمال قضايا تهم المجتمع وأبرزت النماذج النسائية المؤثرة التي ساهمت في رفع الوعي العام بدور المرأة. على عكس ذلك، فإن تقديم أعمال موجهة نحو تزييف القيم ونشر العنف يؤثر بشكل سلبي في مراحل تشكيل وعي الجيل القادم، مما يبرز أهمية التحلي بالمسؤولية عند تصميم وإنتاج الأعمال الدرامية.

دور الإنتاج الرسمي في حماية القيم الوطنية

أكد المخرج حسن الشماسي ضرورة تطوير الإنتاج التلفزيوني الرسمي ليضطلع بدوره في تقديم محتوى هادف يخدم المجتمع. فمع وجود موارد ثقافية وفنية قيمة تقدمها مؤسسات مثل قصور الثقافة، يمكن استغلال هذه الموارد لإنتاج أعمال تعكس القيم الأصيلة للمجتمع المصري. كما شدد على أهمية دور الأسرة المصرية كخط الدفاع الأول في مواجهة الانحدار القيمي، وتوجيه مشاهداتهم نحو محتوى يعزز الهوية الوطنية ويلتزم بالقيم الأخلاقية.

ختامًا، تعد الدراما وسيلة مهمة في تشكيل وعي الأفراد والجماعات، مما يُبرز أهمية التخطيط الجيد والإنتاج المسؤول الذي يعكس القيم الوطنية، ويساعد في توجيه المجتمع نحو التنمية والاستقرار.