اكتشف القوة: الإعلام أداة لتشكيل الوعي وتنوير الرأي العام بفعالية

تلعب وسائل الإعلام دوراً محورياً ومسؤولية كبيرة في نشر قيم الإسلام المعتدل وتعزيز قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وهو الأمر الذي تعمل على تحقيقه رسالة عمّان، التي أطلقها الملك عبدالله الثاني عام 2004. تتسم هذه الرسالة بكونها منهجاً شاملاً لتجسيد المبادئ الإسلامية الأصيلة ودحض مظاهر التطرف والتشدد التي تعيق التعايش السلمي بين البشر.

دور الإعلام في نشر قيم الإسلام ورسالة عمّان

أثبت الإعلام بأدواته المتنوعة، سواء المقروءة والمسموعة أو المرئية، أنه أداة فعالة في تعزيز مفاهيم الإسلام الوسطي؛ إذ يقدم محتوى يسلط الضوء على فكرة التسامح والاعتدال. تسهم رسالة عمّان في مواجهة التحديات المرتبطة بالتطرف الفكري عبر تصحيح الصور النمطية المغلوطة عن الإسلام، وتوظيف وسائل الإعلام، مثل التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، لتقديم صورة واقعية عن المسلمين وقيمهم الحقيقية. هذه الجهود تعزز كذلك الحوار الحضاري وتفاعل الثقافات بفضل التقدم التكنولوجي الذي يتيح الوصول إلى جمهور عالمي متنوع.

كيفية تعزيز رسالة عمّان في البرامج الإعلامية

يعتبر تطوير البرامج الإعلامية أحد أهم السبل التي تساهم في إيصال رسالة عمّان إلى أكبر قدر ممكن من الشرائح المجتمعية. من خلال إنتاج محتويات ملائمة تستهدف الشباب، يمكن للإعلام أن يشكل أداة دفاعية ضد الحركات المتطرفة. يمكن للمؤسسات الإعلامية بالتعاون مع معاهد التدريب، مثل معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد الدعاة، أن تقدم دورات تدريبية مخصصة تهدف إلى تمكين الإعلاميين من إنتاج محتوى ديناميكي وفعّال. من خلال التركيز على إنتاج دراما وبرامج تنقل المضمون الديني المعتدل، يمكن التأثير بشكل إيجابي على الرأي العام.

أهمية التدريب وتطوير المحتوى الإعلامي لتعزيز رسالة عمّان

أشار خبراء في مجال الإعلام إلى ضرورة تعزيز التواصل بين المؤسسات الدينية والإعلامية؛ بهدف تصميم خطط عمل استراتيجية لدعم نشر مبادئ رسالة عمّان عالمياً. التدريب المستمر للإعلاميين ورفع وعيهم بأهمية القيم الإسلامية المعتدلة يسهم في تطوير محتوى يعكس هذه القيم ويتسم بالمصداقية والجودة. الجدير بالذكر أن توجه هذه الخطة نحو إنتاج محتويات تناسب الطبيعة الرقمية سيزيد من فعاليتها في الوصول لجمهور أوسع.

بالتزامن مع جهود الإعلام ومؤسسات الإعداد الديني، يمكن تحقيق انتشار أوسع للقيم الإسلامية المعتدلة التي تتجسد في رسالة عمّان من خلال تضافر الشراكات والتعاون بين المؤسسات المختلفة. هذا التكامل سيؤدي بلا شك إلى بناء مجتمعات تتسم بالاعتدال الثقافي والاجتماعي، مع تعزيز صورة الإسلام بوصفه ديناً يدعو للسلام والحوار والتكامل بين الشعوب.