صدمة الذهب: أسعار الذهب تلغي أحلام الزواج وتُصيب أسواق الصاغة بالركود

مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب في العراق إلى مستويات قياسية، يتحول هذا المعدن النفيس إلى عبء ثقيل على المقبلين على الزواج. بلغ سعر مثقال الذهب من عيار 21 حوالي 690 ألف دينار عراقي، مع توقعات بارتفاعه إلى 700 ألف دينار قريباً. هذه الزيادة أثرت على قرارات الزواج، حيث بات البعض يؤجل الخطوة بينما يلجأ آخرون إلى شراء كميات أقل من الذهب لتقليل التكاليف.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب على المقبلين على الزواج

يتسبب ارتفاع أسعار الذهب بتفاقم أعباء الشباب المقبلين على الزواج. في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، يجد العديد من الأزواج أنفسهم في مأزق مالي يجعل من شراء الذهب تحدياً كبيراً. وفقاً لمحمد مرزة، صاحب متجر مجوهرات في بغداد، فإن القدرة الشرائية للمقبلين على الزواج من الطبقة المتوسطة تراجعت بشكل لافت، حيث أن مبلغاً كان يكفي سابقاً لشراء 10 مثاقيل من الذهب، بات الآن يكفي لشراء 7 مثاقيل فقط. هذا الأمر دفع الكثيرين لتقليص مشترياتهم إلى الحد الأدنى، مثل الاقتصار على قلادة بسيطة وخاتم عوضاً عن أطقم ذهبية فاخرة.

مطالبات بتقليل المهور وتقديم تسهيلات للشباب

مع استمرار أزمة ارتفاع أسعار الذهب، ارتفعت الأصوات المطالبة بتقليل المهور وتيسير الزواج. تقترح بعض العائلات تحديد قيم معقولة للذهب أو حتى الاستغناء عنه جزئياً لتسريع إجراءات الزواج. وفقاً للمواطنة “أم حسن” من كربلاء، تبلغ تكلفة شراء الذهب وحدها حوالي 4 ملايين دينار، ما يمثل عبئاً ضخماً على الموظفين وغيرهم من ذوي الدخل المحدود. لذا، يطالب الخبراء بتعاون أكبر بين العائلات، بالإضافة إلى تقديم الحكومة برامج مالية لدعم الشباب، مثل القروض الميسرة بدون فوائد.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثيرها الاقتصادي

ارتفعت أسعار الذهب عالمياً نتيجة تحول دول كبرى، مثل مجموعة “بريكس”، إلى شراء الذهب بدلاً من السندات الأمريكية، بالإضافة إلى استخدامه في الصناعات التكنولوجية. هذا الطلب المتزايد رفع السعر بشكل ملحوظ، مما انعكس على الأسواق المحلية. يتوقع الخبير الاقتصادي كريم الحلو أن توفير قروض استهلاكية خاصة لشراء الذهب بحدود 5 إلى 10 ملايين دينار قد يخفف من حدة الأزمة، خاصة إذا ما تمت إدارتها بطريقة شفافة وميسرة للشباب المتزوجين حديثاً.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب يتجاوز المقبلين على الزواج ليشمل الوضع الاقتصادي العام في العراق. فعلاوة على الضغط الاجتماعي الناتج عن تأجيل الزواج، يشهد السوق المحلي تراجعاً في النشاط التجاري للذهب. الأمر يتطلب خطوات جادة، ابتداءً من تقليل المهور وصولاً إلى تقديم حلول حكومية داعمة للشباب. بالتخطيط المناسب، يمكن مواجهة تأثير هذه الأزمة والتخفيف من آثارها على مختلف الفئات.