مفاجأة اقتصادية: استقرار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الاثنين

يُظهر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي استقرارًا ملحوظًا في السوق الموازية والمدن الرئيسية، مع التزام البنك المركزي السوري بتثبيت القيم في التعاملات الرسمية، الأمر الذي يعكس توجهات اقتصادية لضبط الوضع المالي وتخفيف الأثر الاقتصادي على المواطن، إلا أن السوق الموازية لا تزال تعرض تباينات كبيرة بسبب العوامل المحلية والدولية المؤثرة.

استقرار سعر صرف الليرة السورية في السوق الموازية

في تعاملات اليوم، بقي سعر صرف الليرة السورية مستقرًا في السوق الموازية عند 11،100 ليرة سورية لكل دولار أمريكي للشراء و11،200 ليرة للبيع، وهذه القيمة ظلت ثابتة منذ تعاملات مساء اليوم السابق، ويدل هذا الاستقرار الطفيف على انحسار التقلبات الكبيرة التي شهدتها السوق سابقًا، ويرجع ذلك إلى محاولات تنظيمية محدودة من السلطات النقدية لخفض الحدة بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف في الأسواق الموازية، مع تأثير مباشر من المستجدات الاقتصادية المحلية والدولية.

سعر صرف الليرة السورية وفق التعاملات الرسمية

في المقابل، يواصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر صرف الدولار عند مستويات 12،000 ليرة عند الشراء و12،120 ليرة عند البيع، وذلك بحسب النشرة الرسمية الصادرة عن البنك المركزي، حيث يأتي هذا التثبيت في سياق الجهود الحكومية المستمرة لضبط التضخم والتحكم في السوق النقدية، بينما يتم تقديم تسهيلات إضافية للبنوك وشركات الصرافة في تحديد هوامش محددة ضمن تلك المستويات الرسمية بهدف تقليص الفجوة بين السوقين الرسمي والموازي.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الليرة السورية

تتنوع العوامل المؤثرة على سعر صرف الليرة سواء على المستوى الدولي أو المحلي، فعلى الصعيد الدولي، تشمل التخفيفات المؤقتة لبعض العقوبات المفروضة على سوريا، مثل رفع العقوبات على بعض الجهات السورية وخصوصًا في القطاع المصرفي، بالإضافة إلى تدفق المساعدات الإنسانية من دول مختلفة مثل كندا، التي أعلنت تقديم دعم بما يقارب 58.4 مليون دولار أمريكي، مما يسهم في تحسين الميزان النقدي نسبياً وتعزيز الاستقرار الاقتصادي. ومن جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع السوري عن كثب مع التفكير بتمديد تعليق العقوبات المفروضة على قطاعات معينة.

أما العوامل المحلية، فهي تتعلق بتغير السياسات الاقتصادية والإجراءات الإصلاحية داخل الدولة، مثل تعيين حاكم جديد لمصرف سوريا المركزي واتخاذ خطوات جادة لتقليل الإنفاق الحكومي من خلال الحد من العمالة الوهمية، إضافة إلى إجراءات جديدة تهدف لضبط السوق النقدية وتحسين ضبط آليات صرف العملات الأجنبية.

بهذا الشكل، يتضح أن سعر صرف الليرة السورية يعتمد على ديناميكيات محلية ودولية، حيث تسعى السياسات النقدية لتقليل تأثير العقوبات وتحقيق الاستقرار، بينما تظل تحديات السوق المفتوحة قائمة بسبب عدم التوازن طويل الأمد في الاقتصاد الوطني.