احتفال مميز: بورسعيد تحتفل بشم النسيم بالمنجأونة والألمبي في أجواء مبهجة

تتميز مدينة بورسعيد بطقوسها الفريدة خلال احتفالات شم النسيم، التي تختلف بشكل كبير عن باقي محافظات مصر، حيث تجمع بين الفولكلور الشعبي والتراث الثقافي عبر طقوس مثل “المنجأونة” و”الألمبي”. هذه الاحتفالات لا تقتصر على الطعام فقط، بل تخترق عمق التاريخ والهوية الثقافية لبورسعيد، مع الإشارة إلى رموز خاصة تضفي لمسة تميز لهذه المدينة الساحرة.

المنجأونة: من التراث الإيطالي إلى المخابز البورسعيدية

تعتبر “المنجأونة” من أبرز الرموز البورسعيدية لاحتفالات شم النسيم، وهي عبارة عن فطائر حلوة على شكل حلزوني تُشبه البريوش، وغالبًا ما تُزين بالسكر أو الفواكه المجففة. تعود أصول هذا الطقس إلى التراث الإيطالي الذي جلبه العمال المهرة إلى المدينة مطلع القرن العشرين، وبمرور الزمن أصبحت هذه الحلوى جزءًا أصيلًا من مائدة الاحتفال في بورسعيد، حيث تُمثل المنجأونة نموذجًا للاندماج بين الثقافات الأجنبية والمحلية. كما تنتشر المنجأونة في مختلف مخابز المدينة مع بداية موسم الربيع، لتؤكد مكانتها المميزة في الاحتفال الشعبي.

الألمبي: احتفال بالمقاومة وروح الفكاهة الشعبية

من أهم الطقوس المميزة الأخرى هو احتفال “الألمبي”، الذي ينبثق من تاريخ المقاومة الشعبية ضد الاحتلال البريطاني. يتم خلال هذا الطقس الشعبي صناعة دمى ضخمة تجسد شخصيات سياسية أو اجتماعية، ثم يتم حرقها علنًا في الشوارع وسط أجواء صاخبة. بدأ هذا التقليد بحرق دمية تمثل اللورد “ألنبى”، المندوب السامي البريطاني، كتعبير عن رفض سياساته الاستعمارية. اليوم، تطورت رموز الألمبي لتتناول موضوعات مرتبطة بالقضايا الاجتماعية مثل الغلاء أو الظواهر المثيرة للجدل، ليُعبر الأهالي عن آرائهم بروح ساخرة تحمل رسائل لاذعة ومغزاها الحقيقي الكفاح والتعبير الحر.

طقوس بورسعيدية: بين التراث والاحتفاء بالهوية

لا تقتصر أهمية هذه الطقوس الشعبية على كونها احتفالًا موسميًا، بل إنها تعكس الهوية الثقافية العميقة لمدينة بورسعيد. فالمنجأونة تمزج بين نكهات التراث والحلوى الاحتفالية البسيطة، بينما يعكس “الألمبي” روح المقاومة والفكاهة الشعبية، مما يجعله نموذجًا استثنائيًا لتأصيل التراث بطريقة تتماشى مع تطورات العصر. تشكل تلك المظاهر الشعبية رسالة قوية مفادها أن المناسبات يمكن أن تكون فرصة للتعبير عن الفرح والمقاومة معًا.

العنوان القيمة
رمزية المنجأونة امتزاج الثقافات بين المحلي والعالمي
رسائل الألمبي تعبير اجتماعي ومقاومة ساخرة

في النهاية، يتجلى احتفال بورسعيد بشم النسيم كحدث استثنائي يجمع بين البهجة وروح التعبير الحر، ليظل شاهدًا على تراث غني وهوية ثقافية فريدة تميز المدينة من نظيراتها.