تحذير عاجل: المسؤولة الأممية في ليبيا تدعو لتوحيد الصفوف لإجراء الانتخابات

تواجه ليبيا منذ سنوات تحديات متعددة تحول دون تحقيق الاستقرار السياسي وإجراء الانتخابات الوطنية المرتقبة. بالرغم من توافق الأطراف الليبية على ضرورة إجراء هذه الانتخابات، هناك انقسامات واضحة في الآراء حول الآليات اللازم اتباعها لتحقيق ذلك. جهود الأمم المتحدة ماضية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، بهدف الخروج بخارطة طريق متكاملة تعيد الأمل للشعب الليبي في بناء دولة ديمقراطية ومستقرة.

التحديات السياسية أمام إجراء الانتخابات في ليبيا

يشهد المشهد السياسي في ليبيا خلافات واضحة بين الأطراف الفاعلة، إذ تبرز قضية إعداد الدستور وتوحيد المؤسسات كأولوية في الغرب الليبي، بينما يركز القادة في شرق ليبيا على تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة التحضير للانتخابات. هذه الانقسامات دفعت بعثة الأمم المتحدة “أونسميل” إلى إنشاء لجنة استشارية تهدف إلى دراسة التحديات وتقديم توصيات عملية تساعد في دفع العملية الانتخابية. الحساسية السياسية بين الشرق والغرب تعكس مدى تعقيد الوضع، مما يؤكد ضرورة تحقيق توافق سياسي شامل بين جميع الأطراف قبل المضي في خطوات الانتخابات.

دور الأمم المتحدة في تعزيز الإصلاحات الاستراتيجية بليبيا

تركز بعثة الأمم المتحدة على قضايا رئيسية تتعلق بإرساء الاستقرار السياسي والتحضير لإجراء الانتخابات. وتشمل هذه الجهود المساعدة في توحيد الميزانية الوطنية بين الشرق والغرب، وكذلك دعم المؤسسات المسؤولة عن إدارة المال العام لضمان استفادة الشعب الليبي من موارده الكبيرة. كما تسعى البعثة إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال إصدار قوانين تدعم حماية المرأة وتحقيق العدالة. هذه الإصلاحات ليست فقط خطوات سياسية، بل هي بوابة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ليبيا.

إرادة سياسية وتمهيد لخارطة طريق شاملة

إن تحقيق انتخابات ذات مصداقية يعتمد بشكل كبير على وجود إرادة سياسية حقيقية تحول الأقوال إلى أفعال. عبر التعاون مع لجنة 5+5 العسكرية، تعمل الأمم المتحدة على ضمان استمرار وقف إطلاق النار، مما يتيح بيئة آمنة لتحقيق الاستقرار. من جهة أخرى، تحذر الأمم المتحدة من بقاء القوات الأجنبية والمرتزقة كعامل تعقيد أساسي، مع التشديد على ضرورة بناء قوات أمنية موحدة. هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية الاتفاق السياسي كضمانة للوصول إلى غاية مشتركة: حكومة موحدة ومستقرة.

ختامًا، تبقى ليبيا محط أنظار المجتمع الدولي لما تملكه من إمكانيات اقتصادية وبشرية تؤهلها لتكون واحدة من أهم ركائز الاستقرار في شمال أفريقيا. ومع جهود الأمم المتحدة المستمرة، هناك بصيص أمل لإعادة ليبيا إلى مسارها الصحيح، شرط تكاتف الأطراف الليبية لتحقيق هدف مشترك يتمثل في استقرار طويل الأمد وعدالة شاملة لجميع المواطنين.