حاملة الطائرات “ترومان” تغادر البحر.. إعلان أمريكي يثير تساؤلات المشهد اليمني

وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة عن تغييرات جديدة في خططها العسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب، حيث تتعلق أبرز هذه الخطوات بحاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” (CVN 75) التي ستغادر قريبًا المنطقة، فيما تستمر العمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية، مع استمرار الأنشطة الأمريكية لتعزيز حرية الملاحة وحماية المصالح الاستراتيجية في المنطقة.

تعزيز الوجود الأمريكي في البحر الأحمر

أعلنت مصادر عسكرية أمريكية أن البنتاغون يعمل على تنفيذ خطة بديلة للإبقاء على حاملتي طائرات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع مغادرة “هاري إس. ترومان”، حيث تم نشر “يو إس إس كارل فينسون” (CVN 70) لتعزيز العمل البحري، مما يُظهر التزام الولايات المتحدة بمواجهة التهديدات المستمرة على الملاحة البحرية والتدفقات التجارية الإقليمية، فمنذ وصول “كارل فينسون” إلى المنطقة، أكدت وزارة الدفاع أن العمليات العسكرية مستمرة دون أي توقف.

وفي هذا الإطار، ناقشت القيادة المركزية الأمريكية العديد من السيناريوهات للحفاظ على استقرار المنطقة، منها زيادة التنسيق الاستخباراتي والضربات الجوية المركزة ضد مواقع المليشيات الحوثية، بينما تراقب السفن الحربية الأمريكية عن كثب تحركات الحوثيين في البحر الأحمر الذي يعتبر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث تعمل الحاملات ومرافقيها بشكل دائم لتقديم الحماية للسفن التجارية من أي تهديد محتمل.

تصاعد العمليات العسكرية في مواجهة الحوثيين

تتواصل العمليات الأمريكية في اليمن بهدف تقليص قوة الحوثيين التي تهدد السواحل الاستراتيجية، حيث أكدت القيادة المركزية أن قاذفات B-2 ومقاتلات أخرى تنفذ ضربات جوية مستمرة، وتستهدف مواقع الحوثيين لضمان حرية الملاحة، إلا أن الحوثيين تمكنوا من إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة الأمريكية خلال الأشهر الماضية، مما يعكس تصاعد التحديات الأمنية في المنطقة.

وقد رصدت القيادة الأمريكية تقارير بشأن إصابات بين المدنيين جراء تلك العمليات، ما يضع مزيدًا من الضغط على مراجعة وتقييم استراتيجيات الحرب التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الضربات القتالية وتقليل الأضرار الجانبية، حيث أبرز المسؤول الأمريكي، أن الإدارة الأمريكية الحالية ملتزمة بحماية التحركات التجارية في البحار المحيطة باليمن.

التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة والحوثيين

وسط هذه التطورات، زعمت مليشيات الحوثي أنها استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” أكثر من مرة خلال العام الماضي، إلا أن مسؤولين أمريكيين نفوا ذلك وأكدوا التصدي الناجح لأي محاولات عدوانية، وتأتي هذه المزاعم في خضم تهديدات الحوثيين المتكررة بإغلاق الطرق البحرية الهامة، حيث وصف خبراء أمنيون الاستفزازات الحوثية بأنها جزء من استراتيجية توسعية مدعومة من إيران وتهدف إلى فرض سيطرتها على المنطقة.

من جانب آخر، تستمر وزارة الدفاع الأمريكية في نشر تقارير حول نجاحاتها العسكرية، حيث نشرت القيادة المركزية الأمريكية مؤخرًا مقاطع فيديو تُظهر العمليات الجوية والبحرية من على متن حاملتي الطائرات “فنسون” و”ترومان”، والتي أظهرت جاهزية المعدات القتالية لمواجهة أي تهديدات على الأمن البحري في البحر الأحمر والمحيط الهندي، مما يعكس استراتيجية الولايات المتحدة طويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط.