«ترقب عالمي» الذهب يستقر مع انتظار نتائج المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين

تواصل أسعار الذهب استقرارها في تعاملات اليوم، مدفوعة بشغف المستثمرين للبحث عن إشارات تفيد بتحقيق اختراق في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ وهو ما أدى إلى تعزيز التوقعات بأن المعدن النفيس سيستمر في مساره الصعودي للأسبوع الثالث على التوالي. يأتي هذا التوجه وسط أجواء من الترقب الاقتصادي التي تجعل المستثمرين أكثر تمسكًا بالذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل التقلبات المستمرة.

أسعار الذهب تستقر مع ترقب المحادثات التجارية

سجلت أسواق الذهب استقرارًا ملحوظًا في تعاملات اليوم، حيث بلغ سعر الأوقية في السوق الفورية 3348 دولارًا حتى الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش. التوقعات تشير إلى أن هذا الاستقرار يأتي تأثرًا بأجواء المفاوضات بين واشنطن وبكين، في ظل تصريحات من الرئيس الأمريكي توحي باستمرار المحادثات وعدم توقفها كما أُشيع؛ حيث قال ترامب إن الحوار ما زال قائمًا، بينما ربطت الصين حل النزاع بإزالة الرسوم الجمركية.
من جهة أخرى، أشار ييب جون رونج، المتخصص في تحليل الأسواق، إلى احتمال حدوث هدنة قصيرة الأمد في صعود الذهب الحالي؛ لكنه يرى أن أي تراجع سيكون محدودًا، مؤكدًا أن الأزمات الاقتصادية والضبابية السياسية ما زالت تمنح الذهب فرصًا لتحقيق مكاسب مستدامة.

أداء الذهب خلال العام وتأثير التوترات الاقتصادية

منذ بداية 2023، ارتفعت أسعار الذهب بشكل قياسي بأكثر من 700 دولار مدعومة بتزايد التوترات الجيوسياسية وتأثيرات التضخم العالمي. بلغت الأسعار ذروتها هذا الأسبوع عندما وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 3500.05 دولار يوم الثلاثاء. هذه الارتفاعات تأتي كرد فعل للأسواق المتقلبة، حيث يعتبر المستثمرون الذهب وسيلة لحماية ثرواتهم من تراجع الاقتصاد العالمي أو تصاعد النزاعات.
يشهد المعدن النفيس إقبالًا كبيرًا بسبب توقعات المحللين باستمرار ارتفاعه، مع تركيز العالم على رصد كيفية تعامل القوى الاقتصادية الكبرى مع أزماتها. في جانب المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة تراجعًا بنسبة 0.5% لتستقر عند 33.42 دولارًا للأوقية؛ كما انخفض سعر البلاتين بنسبة 0.1% مسجلًا 969.65 دولارًا، والبلاديوم الذي شهد أكبر خسارة بنسبة 1.2% مستقرًا عند 943.24 دولارًا.

الآثار طويلة الأمد على أسواق الذهب

مع ارتفاع الطلب على الذهب، يجدر ملاحظة تغيرات العرض وتأثيرها طويلة الأمد على تقلبات الأسعار العالمية. المخاوف بشأن التضخم وضعف أداء العملات المحلية يعزز من اتجاه المشترين نحو المعادن النفيسة، مما يجعلها أداة استثمارية مفضلة. كذلك، السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى قد تؤثر على استقرار السوق وتزيد من فرص صعود الذهب على الأمد الطويل، حيث تستعد الأسواق لتحولات اقتصادية كبيرة قد تنعكس على الأداء العالمي للمعدن النفيس.