«تعافي الدولار» يضغط على أسعار الذهب.. كيف تغيرت خلال الأسبوع الماضي؟

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة تغيرات ملحوظة نتيجة التفاعل مع تعافي الدولار الأمريكي والتغيرات الاقتصادية العالمية، حيث تمثّلت أبرز الأسباب في العلاقة العكسية بين الدولار والذهب، الأمر الذي يجعل الذهب أقل جذباً للمستثمرين مع ارتفاع قيمة الدولار، ويؤثر ذلك سلباً على تسعير الذهب عالمياً، خصوصاً مع تحول الأسواق إلى خيارات استثمارية أكثر مخاطرة. من خلال هذا المقال سنسلط الضوء على تحليل مستفيض لتأثير الدولار على الذهب.

تأثير تعافي الدولار على أسعار الذهب

يعتبر الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في أسعار الذهب، حيث شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً ملحوظاً في قيمة المعدن الأصفر بسبب مكاسب الدولار، الذي ارتفع بنسبة 0.2% مستعيداً قوته. في الأسواق المحلية، بلغ سعر عيار 24 حوالي 5451.5 جنيه مصري، وسجل عيار 21 حوالي 4770 جنيه، فيما وصل عيار 18 إلى نحو 4088.5 جنيه. هذا التراجع المحلي رافقه انخفاض بنسبة 0.4% على المستوى العالمي بسعر أونصة الذهب؛ إذ تحرك السعر من 3332 إلى 3319 دولاراً عند الإغلاق، متأثراً بتحسن أسواق العملات ونمو شهية المستثمرين للمخاطرة.

الاتجاهات العالمية وتأثيرها على أسعار الذهب

رغم التراجع الأخير، شهد الذهب ارتفاعًا مؤقتًا إلى أعلى مستوى تاريخي بلغ 3500 دولار للأونصة خلال العام الحالي، مدعوماً بالطلب كملاذ آمن. ومع ذلك، فإن تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين أعاد بعض الاستقرار للأسواق، حيث قادت التصريحات الإيجابية من الجانبين، بالإضافة إلى تخفيض الرسوم الجمركية، إلى هبوط طفيف في الطلب على الذهب. عودة المستثمرين إلى المؤشرات العالمية أسهمت في هذا التراجع، ما يعكس التأثير المباشر لتطورات الأسواق العالمية، خصوصاً مع تباين أداء مؤشرات الأسهم بعد سلسلة من الخسائر.

البيانات الاقتصادية ومستقبل الذهب

تقرير التزامات المتداولين أشار إلى انخفاض العقود الآجلة لشراء الذهب بمقدار 12811 عقداً، يقابلها ارتفاع في عقود البيع بواقع 14021 عقداً، مما يشير إلى ضعف الاستثمار في الذهب حالياً. ومع ذلك، فإن قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الحفاظ على أسعار الفائدة، قد توفر دعماً محدوداً للمعدن الأصفر، في حين تبرز قوة الدولار كعائق أمام أي صعود كبير. تظل احتمالات ارتفاع الذهب قائمة في حال عودة التوترات التجارية أو حدوث تغييرات مفاجئة في الأسواق العالمية.

باختصار، يتأثر الذهب بعوامل متنوعة أبرزها أداء الدولار الأمريكي وحركة الأسواق الاقتصادية العالميّة. التغير المستمر بين مكاسب الدولار وضعف الذهب يجعل هذا الترابط الاقتصادي موضوعاً ذا أهمية كبيرة للمستثمرين، ويتطلب تقديراً موضوعياً لأي قرارات استثمارية مستقبلية.