«عرض نادر».. مسرحية «شنب شرقي منقرض» تحصد الإعجاب على مسرح نهاد صليحة

اكتسب العرض المسرحي “شنب شرقي منقرض” شعبية واسعة مع انطلاق أولى لياليه على مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون في الهرم، وذلك بحضور جماهيري كبير تجاوز التوقعات حيث حضر المشاهدون قبل بدأ العرض بساعتين واضطر العديد منهم للوقوف أو الجلوس على السلالم، مما يبرز قوة الأعمال المسرحية المستقلة وأهميتها في إحياء النشاط الفني والمسرحي بالمجتمع المصري.

قصة عرض “شنب شرقي منقرض” الشيقة

يدور العرض المسرحي “شنب شرقي منقرض” في إطار درامي بوليسي مشوق يحمل طابعًا مثيرًا، حيث يبدأ العرض بلغز غامض يلقي بظلاله على الشخصيات ويثير اهتمام المشاهدين، ومع تصاعد الأحداث نتابع قضايا مجتمعية حساسة مثل الذكورة السامة، قمع المرأة، العنف الأسري، والتحديات التربوية. ما يجعل هذا العرض فريدًا أنه يمزج بين الإثارة السينمائية وإيصال الرسائل الاجتماعية بأسلوب فني بديع. الشخصية المحورية، المحقق رشدي سراج، تسعى لفك لغز الأحداث المتشابكة لتصل إلى سؤال جوهري: كيف يمكن استعادة القيم الحقيقية للرجولة ولماذا تدهورت القيم في المجتمعات الحديثة؟

العمل الإبداعي وراء “شنب شرقي منقرض”

يعد العرض المسرحي “شنب شرقي منقرض” مستوحى من كتاب “ذكر شرقي منقرض” للطبيب النفسي د. محمد طه الذي تناول فيه الظواهر الاجتماعية والنفسية المؤثرة على هوية الرجل في العالم العربي. تم تأليف النص المسرحي وأشعاره بواسطة ديفيد رفيق، وأخرجه سامح آمون الذي سعى لدمج الكتابة النفسية بأسلوب فني يفتح أبواب الحوار مع الجمهور. سمح هذا التعاون بتقديم رسالة عميقة حول قيمة الهوية الاجتماعية وتأثيرها في تشكيل مفاهيم الرجولة والعمل الجماعي ودور الفن في تحسين السلوكيات والتوعية المجتمعية.

ردود أفعال الجمهور والمشاركة الجماعية

حقق العرض نجاحًا فوريًا في أولى لياليه، مع إشادة واسعة من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي التصريحات الشخصية. ترك العرض بصمة بارزة بفضل أداء فريق العمل المتناغم، إلى جانب الموسيقى الافتتاحية بصوت الفنان محمد عبد العظيم الذي أثنى على دعم المواهب الواعدة. كما أن فريق “الجدار الرابع للفنون” أثبت قدرته على تقديم رؤية فنية مبتكرة ومتكاملة. ويعود هذا النجاح لجهود متواصلة وتعاون جميع الأطراف؛ مما شجع الجمهور على التفكير وإعادة تقييم القيم المجتمعية من جديد.

يظل عرض “شنب شرقي منقرض” مثالًا بارزًا على قوة المسرح المستقل وقدرته على تسليط الضوء على القضايا المجتمعية والنفسية بأسلوب فني مبتكر يعزز وعي الجمهور ويشجع على معالجة الجذور الحقيقية للمشكلات الثقافية المعاصرة.