«تبرئة الحلبوسي» تعيد رسم المشهد السياسي وتغير التوازنات داخل البيت السني

بعد أن صدر قرار القضاء العراقي بتبرئة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي من التهم الموجهة إليه، شهد المشهد السياسي السني تغييرات جذرية قد تؤثر على التوازنات السياسية في العراق. التبرئة أعادت للحلبوسي قوته السياسية ودعمت موقفه كأحد أبرز القادة السنة، في وقت تعاني فيه الساحة السياسية من الانقسامات والتخبط، مما يعزز فرصه في العودة لقيادة البرلمان أو تكوين تحالف سياسي قوي.

التبرئة ودورها في تعزيز نفوذ الحلبوسي السياسي

تبرئة محمد الحلبوسي جاءت بمثابة انتصار سياسي يتجاوز كونه مسألة قانونية فقط؛ فهي تعيد ترتيب المشهد السياسي السني وتمنحه دفعًا قويًا للعودة للساحة بقوة. الحلبوسي يمتلك خبرة طويلة في الإدارة والعمل السياسي، حيث شغل منصب محافظ الأنبار ورئيس البرلمان، مما يجعل منه شخصية مؤثرة قادرة على توحيد القوى السنية تحت تحالف جديد. وفي ظل تراجع دور زعامات سنية أخرى إثر التسريبات والاتهامات التي واجهتها، قد يصبح الحلبوسي الخيار الأبرز لقيادة المرحلة المقبلة، خاصة مع الدعم الإقليمي والدولي الذي يتمتع به.

كيف تستفيد القوى السنية من غياب الاستقرار السياسي في العراق؟

الفراغ السياسي الذي خلفه غياب التيار الصدري والانقسامات داخل “الإطار التنسيقي” الشيعي يمثل فرصة ذهبية أمام القوى السنية لإعادة تشكيل دورها في المعادلة الوطنية. وقد تكون تجربة محمد الحلبوسي، الذي نجح سابقًا في بناء تحالفات مثمرة مع الكتل الكردية والشيعية المعتدلة، نموذجًا لكيفية الاستفادة من هذا الظرف السياسي الحالي. فالفرصة سانحة لتأسيس قطب سني قوي يوجه العملية السياسية، سواء من خلال التفاوض للحصول على مناصب سيادية أو دعم مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة.

التحولات القادمة: التحديات والفرص أمام الحلبوسي

على الرغم من أهمية تبرئة محمد الحلبوسي ودورها في تقوية موقفه السياسي، إلا أن التحديات ما زالت كبيرة. فهناك الحاجة إلى إعادة ثقة الشارع السني وتوحيد الصف الداخلي، بالإضافة إلى مواجهة محاولات المنافسين لإضعافه سياسيًا. مع ذلك، فإن امتلاكه كتلة سياسية متماسكة، وعلاقاته الإقليمية والدولية، يضعانه في موقع الأفضلية لإعادة صياغة التوازن داخل البرلمان العراقي. ومن المحتمل أن تشهد الانتخابات المقبلة دورًا محوريًا للحلبوسي في تشكيل التحالفات الجديدة، التي ستكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة في العراق.

التحديات الفرص
إعادة توحيد الصف السني فراغ سياسي مؤثر داخل التيارات المنافسة
التعامل مع الانقسامات الداخلية علاقات جيدة مع الكتل الكردية والشيعية المعتدلة
الحفاظ على شعبية الحزب الدعم الإقليمي والدولي المتزايد

بهذا السياق، يصبح الحلبوسي أحد أبرز الأسماء القادرة على لعب دور فعال في إعادة تشكيل موازين القوى داخل العملية السياسية العراقية. فقراراته وتحركاته المقبلة ستحدد إلى حد بعيد مستقبل القوى السنية ودورها في المعادلة الوطنية، مما يجعل الساحة السياسية تترقب بشغف توجهاته وتحالفاته القادمة.