«انهيار رواية» الإعلام الحوثي.. تضارب كبير في الأرقام يثير الجدل

قُوبلت حادثة قصف مركز احتجاز المهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة بتغطية إعلامية مرتبكة من جانب وسائل إعلام جماعة الحوثي، حيث ظهرت تناقضات في الأرقام والتصريحات الرسمية الصادرة عن الجماعة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات بشأن مصداقية الروايات المقدّمة، خاصة مع تصاعد ردود الفعل المحلية والدولية المندّدة بهذه الحادثة.

التضارب في أرقام ضحايا قصف مركز المهاجرين الأفارقة

رصدت وسائل الإعلام الحوثية تناقضات صارخة بين التقارير التي قدّمتها حول عدد الضحايا والجرحى في مركز احتجاز المهاجرين الأفارقة المستهدف في صعدة، حيث وردت أعداد مختلفة ضمن التصريحات الرسمية لوسائل إعلامهم، بما في ذلك وكالة “سبأ” التابعة للجماعة، ولم يتم تقديم أي تفسير مُقنع لتلك الاختلافات، مما أثار جدلًا واسعًا وألقى بظلال الشك على مصداقية المعلومات التي تُعلن عنها الجماعة. بالإضافة إلى ذلك، تباينت بياناتهم حول عدد النزلاء بالمركز أثناء وقوع الحادثة، مع غياب واضح لأي إشارة بشأن وجود ناجين أو مصير بقية المحتجزين، مما أثار الريبة حول الحيثيات الدقيقة لهذا الهجوم والموقف الحقيقي للجماعة.

الدور الملتبس للمنظمة الدولية للهجرة في صعدة

من التناقضات المثيرة للجدل، نقل إعلام الحوثيين تصريحات لبعض المسؤولين التابعين للجماعة بأن مركز الاحتجاز المستهدف يقع تحت إشراف المنظمة الدولية للهجرة، لكن المنظمة سرعان ما أصدرت بيانًا رسميًا ينفي مسؤوليتها الكاملة عن إدارة أو تشغيل المنشأة، الأمر الذي يعكس غياب تنسيق أو مصداقية في مزاعم الجماعة، كما أن هذا التناقض يشير إلى وجود محاولة متعمّدة لتضليل الرأي العام وتحويل الأنظار عن الفاعل الحقيقي والمعلومات الصحيحة المتعلقة بالحادثة.

التخبط الإعلامي للحوثيين ومستقبل الحقيقة

إن هذا التخبط الملحوظ في روايات إعلام الجماعة الحوثية ليس بالأمر الجديد، بل إنه نمط متكرر يشمل تغطيات الحوادث الكبيرة، مما يكشف عن استراتيجية تعتمد التعتيم على الحقائق وتقديم روايات مشوّهة لتبرير الأحداث أو التأثير على الرأي العام، كما يُرجّح مراقبون إعلاميون أن هذه الأخطاء الفاضحة تُظهر حجم الارتباك الداخلي وضعف التنسيق بين الجهات الإعلامية المختلفة التابعة للجماعة، الأمر الذي يضع الإعلام الحوثي في مرمى الانتقادات الدولية والمحلية.

العنوان القيمة
عدد الضحايا المعلن غير واضح ومتناقض
مسؤولية إدارة المركز مصدر جدل بين الحوثيين والمنظمة الدولية للهجرة
ردود الفعل الدولية انتقادات واسعة ومطالب بالتحقيق

يتوجب على الإعلام المحلي والدولي إبقاء التركيز على هذه القضايا الحسّاسة التي تتعلق بضحايا أبرياء وتستخدم في سياقات دعائية تخدم أجندة سياسية معينة، مطالبين بتحقيق محايد يضمن كشف الحقائق كاملة. إذ إن مرور مثل هذه الأحداث دون محاسبة أو تسليط الضوء على الانتهاكات يُسهم في إطالة أمد الأزمات الإنسانية.