«ليلة دامية».. غارات أمريكية مكثفة تجدد الهجمات وتثير التساؤلات مجددًا

شهدت اليمن ليلة دامية جديدة مع تجدد الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع تابعة لميليشيا الحوثي في محافظات متعددة، شملت الجوف وصنعاء والمحويت وتعز وذمار. وقد أسفرت هذه الغارات عن دمار في بنى تحتية وسقوط قتلى وجرحى، مع تكثيف الهجمات على مواقع عسكرية ومنصات إطلاق ومخازن أسلحة تابعة للجماعة الحوثية، فيما تواصلت الاستهدافات ليلاً وصباحًا.

الغارات الأمريكية تستهدف مواقع الحوثيين في الجوف

في فجر يوم الأربعاء، شنت الطائرات الأمريكية سلسلة غارات مكثفة على محافظة الجوف الواقعة شمال شرق اليمن، حيث استهدفت الهجمات الصاروخية مواقع للحوثيين في مديرية الحزم، مركز المحافظة. وأفادت مصادر محلية بوقوع انفجارات عنيفة هزت المنطقة وتسببت في أضرار مادية وبشرية واسعة، في وقت تتزايد فيه المواجهات الجوية في هذه المحافظة الحيوية الواقعة على حدود السعودية، ما يجعلها ساحة صراع محوري خلال الفترة الأخيرة لإضعاف التحركات الحوثية في المنطقة.

تصعيد الضربات الجوية في صنعاء والمحويت

لم تسلم العاصمة صنعاء من حدة التصعيد، حيث نفذت القوات الأمريكية غارات ليلية وصباحية استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين في الأحياء الشرقية والشمالية الغربية للعاصمة. واستهدفت الغارات بنى تحتية ومخازن أسلحة تتبع الجماعة. كما شهدت مدينة المحويت، الواقعة شمال غرب اليمن، انفجارًا عنيفًا نتيجة قصف استهدف منشآت حوثية، بينما أكدت مصادر أخرى تعرض شبكات اتصالات في مديرية الحصن شرقي صنعاء لغارات، خلفت أضرارًا كبيرة وسقوط ضحايا بين قتيل وجريح.

توسيع العمليات العسكرية في تعز وذمار

امتدت دائرة الاستهداف إلى مديرية مقبنة غرب محافظة تعز، حيث شنت القوات الأمريكية عدة غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، فيما تُعد هذه الهجمات جزءًا من سلسلة عمليات تسعى لتقييد تحركات الجماعة في مناطق سيطرتها. كما تعرضت مواقع في محافظة ذمار لغارات أخرى، شملت منصات إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة تقع في المناطق الجبلية، ما أدى إلى انفجارات كبيرة وهزات أرضية أثارت الذعر بين السكان المحليين.

وتشير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى أن تلك العمليات تأتي ضمن إطار تصعيد عسكري بدأ منذ منتصف مارس/آذار الماضي، حيث أكدت تنفيذ ضربات مكثفة استهدفت ما يزيد عن ألف هدف في اليمن. ومن الملاحظ أن هذه التحركات تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين على شن هجمات ضد مصالح إقليمية ودولية، وسط تطورات دولية متسارعة في مسار الصراع اليمني الذي يستمر في تأزيم الأوضاع الإنسانية في البلاد.

يبقى التصعيد العسكري مستمرًا مع تزايد التعقيدات الجيوسياسية والمعاناة الإنسانية وسط دعوات دولية لوقف العنف وإيجاد تسوية سلمية دائمة للأزمة اليمنية.