«تحول تاريخي» اليمن على مشارف تغييرات لم يشهدها منذ قرن كامل!

لطالما كان اليمن مسرحاً للتحديات والحروب التي استنزفت موارده وجعلت شعبه يعاني تحت وطأة صراعات طويلة الأمد، واليوم يقف اليمنيون على مفترق طرق، حيث يبدو أن المعضلات التي واجهوها قبل قرن من الزمن لا تزال قائمة، بدءاً من التنافس على السلطة الذي قسم المجتمع، ووصولاً لغياب الوحدة الحقيقية التي تبني دولة قوية مستقرة تحيا ضمن إطار من العدالة والقانون.

اليمن ومسألة الوحدة الوطنية

تشكل الوحدة الوطنية حجر الأساس لبناء مجتمع يمني مستقر وقوي، إلا أن هذا المفهوم ظل مُعرقلاً لعقود بسبب النزاعات الداخلية والتنافس على السلطة، حيث أشار الأستاذ أحمد محمد نعمان إلى أن الحل يكمن في أن يصطف الجميع كالبنيان المرصوص، مشيراً إلى أن وحدة الصف ليست مجرد شعار بل سلوك يجب تطبيقه عملياً، كما أوضح أن المجتمع يجب أن يكون قادراً على التغلب على الانقسامات بالعمل المشترك وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.

دور الدعم العربي في استقرار اليمن

يلعب الدعم العربي، وخاصة دور المملكة العربية السعودية، دوراً حيوياً في استقرار اليمن، فقد كانت الرياض دائماً إلى جانب اليمن سواء في فترات السلم أو الحرب، وهو ما أشار إليه النعمان عندما تحدث عن ضرورة تقديم عون حقيقي وتنظيم محكم لدفع المخاطر عن اليمن، مؤكداً أن المساعدة العربية لليمن يجب أن تكون قائمة على تعاون جماعي يضمن استقرار الدولة ومؤسساتها، وبدلاً من الاعتماد على جهات خارجية تُضعف من سيادة اليمن، يعتمد الحل الطويل الأمد على التكامل العربي الصادق والتضامن المستمر.

الحكومة المثالية لليمن: الرؤية التاريخية للأستاذ النعمان

من وجهة نظر النعمان، يجب أن تكون الحكومة اليمنية مسلحة بالعلم والخبرة، مع جيش منظم وقوي يعمل على حماية البلاد من الصراعات، وقد أدرك أن الاستقرار لن يتحقق إلا بتوافق بين الحكومة والجيش، وخلال ذلك، شدد على أهمية تطوير المؤسسات والالتزام بالقانون كأساس قوي لتقدم اليمن، فالدولة المزدهرة تتطلب نظاماً يطبق العدالة ويحظى بقبول الجميع، وهذا يتطلب تعاوناً داخلياً صادقاً ودعماً إقليمياً حقيقياً.

اليوم أكثر من أي وقت مضى، يتوجب على اليمنيين العمل على تبني رؤى إصلاحية تدعم الاستقرار وتحفز النمو المستدام بعيداً عن الانقسامات التي أضعفت البلاد لعقود، فمن خلال العمل المشترك والوحدة الوطنية والتعاون العربي الفعال، يمكن تحقيق تطلعات اليمنيين نحو بناء حاضر أفضل ومستقبل أكثر استقراراً.