«قرار مفاجئ» عبد الفتاح البرهان يعين دفع الله الحاج رئيسًا للسودان

أفاد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان باتخاذ قرارات جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد، حيث عيّن السفير دفع الله الحاج علي وزيراً لشؤون مجلس الوزراء ومكلفاً بمهام رئيس الوزراء بشكل مؤقت. تأتي هذه الخطوة ضمن إطار تعزيز الحكومة الانتقالية والإبقاء على استمرارية الأهداف السياسية والإدارية للسودان في ظل التحديات التي تواجهها الدولة.

المسيرة المهنية والدبلوماسية لدفع الله الحاج علي

يُعتبر السفير دفع الله الحاج علي أحد الشخصيات الدبلوماسية البارزة في السودان، حيث بدأ حياته المهنية بعد تخرجه من جامعة الخرطوم في عام 1978. التحق بالخدمة في وزارة الخارجية السودانية عام 1980، ومنذ ذلك الحين شغل مناصب دبلوماسية هامة في دول مثل فرنسا وباكستان والسعودية، فضلاً عن تمثيله للسودان أمام الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. تعكس هذه الخبرات الواسعة قدرته على قيادة المرحلة الانتقالية بكفاءة، حيث يضع البرهان ثقته في الشخصيات ذات البعد الدولي لضمان تحقيق التوازن بين المتطلبات الداخلية والمواقف الخارجية التي تؤثر على السودان في الساحة الدولية.

البرهان يعين عمر صديق وزيرًا للخارجية

ضمن خطوات تعزيز الحكومة، قام عبد الفتاح البرهان بتعيين السفير عمر محمد أحمد صديق وزيرًا للخارجية. يعتبر عمر صديق من الشخصيات البارزة أيضًا، حيث يحمل شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم منذ عام 1979، وقد التحق بوزارة الخارجية في نفس العام. شغل مناصب مرموقة كرئيس بعثات دبلوماسية في دول متعددة مثل ألمانيا وبريطانيا وجنوب أفريقيا والصين، بالإضافة إلى كونه مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة. من المتوقع أن يضطلع صديق بدور محوري في تعزيز العلاقات الدولية للسودان وإعادة طرح القضايا السودانية على الطاولة الإقليمية والدولية بعد فترة من الركود.

التحضير لتشكيل حكومة انتقالية

أعلن البرهان في تصريحات سابقة عن اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية تُعنى بتصريف الأعمال وتحقيق الاستقرار السياسي في السودان، مؤكدًا على إدراج كفاءات وطنية مستقلة في تلك الحكومة. من أبرز المهام المنتظرة لهذه الحكومة إعداد المرحلة الانتقالية، والتحضير لانتخابات ديمقراطية تضمن مشاركة كافة القوى السياسية المدنية والعسكرية، إلى جانب وضع الأسس القانونية والدستورية التي ستمهّد لانتقال سلس للسلطة. تحمل هذه الحكومة على عاتقها عبء التعامل مع قضايا معقدة مثل الأمن، وحل النزاعات الداخلية، وإعادة بناء الثقة بين الشعب والسلطة.

تُشكّل التعديلات الدستورية الأخيرة التي تمنح مزيدًا من الصلاحيات لرئيس مجلس السيادة جزءًا من استراتيجية البرهان لتعزيز دوره القيادي والتحكم في توجيه الأمور التنفيذية، إلا أنها قد تُثير مزيدًا من التساؤلات بشأن طبيعة العلاقة بين السلطة المدنية والعسكرية في البلاد.