«عاصفة ترابية» تضرب المنطقة.. شاهد الفيديو المتداول وتحذيرات الأرصاد المتواصلة

وسط تزايد تأثيرات العواصف الترابية في مصر وتحديداً خلال الأيام القليلة الماضية، انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يزعم توثيق لحظة اجتياح عاصفة ترابية كثيفة لمنطقة صحراء سيوة. هذا الفيديو سرعان ما أثار تفاعلات واسعة وقلق الكثيرين، لكن تم الكشف لاحقاً عن أنه لا يمت بصلة للظروف الحالية ويعود لحادث مشابه في دولة أخرى.

تداعيات العاصفة الترابية في مصر وتأهب رسمي

تشهد مصر منذ بداية يوم الأربعاء 30 أبريل 2025 تأثيرات واسعة لعواصف ترابية شديدة أثرت على الرؤية الأفقية بشكل كبير في بعض المناطق مثل القاهرة الكبرى وشمال الصعيد. وقد أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية أن هذه العواصف قد تمتد إلى مناطق أخرى شرق البلاد. هذه التطورات دفعت السلطات لاتخاذ خطوات عاجلة شملت تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، كما رفعت حالة التأهب في العديد من المرافق الحيوية لضمان سلامة المواطنين.

وفي إطار الاستعدادات، حذرت الجهات المختصة من ضرورة التزام المنازل وتجنب التنقل غير الضروري، لا سيما في المناطق المتضررة بشدة، فيما قدمت توصيات لتجنب الأنشطة الخارجية واستخدام الكمامات للوقاية من مشكلات التنفس الناتجة عن استنشاق الغبار والرمال.

الكشف عن زيف فيديو عاصفة سيوة

رغم هذه الحالة الجوية الحقيقية في البلاد، انتشر فيديو مثير عبر منصات التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يوثق لحظة دخول عاصفة إلى صحراء سيوة في يوم مشابه لما تشهده البلاد. وقد أثار هذا الفيديو المخاوف وأحدث بلبلة واسعة. ومع ذلك، كشفت تحقيقات دقيقة أجرتها مصادر موثوقة مثل موقع CNN بالعربية أن الفيديو لا علاقة له بمصر، بل يوثق عاصفة ترابية اجتاحت منطقة القصيم في السعودية بتاريخ 5 مايو 2020.

بعد مقارنة المشاهد وأرشيف الفيديوهات، تبيّن أن هذا المقطع قد سبق تداوله عدة مرات وارتبط خطأً بأحداث في دول أخرى، بما في ذلك الكويت والإمارات، مما يبرز خطورة نشر محتوى مضلل دون التحقق من مصدره.

خطورة تداول فيديوهات قديمة في الأزمات

أثارت هذه الحادثة الانتباه إلى إعادة تدوير الفيديوهات القديمة وربطها بأحداث جديدة بطريقة غير مسئولة. الفيديو الذي ظهر مؤخرًا على أنه جزء من العاصفة المصرية كان قد تم نفيه مسبقاً وربطه بعاصفة في شمال السعودية، ما يظهر أهمية التحقق من المصادر قبل النشر أو المشاركة. التضليل الإعلامي في مثل هذه الأوقات الحساسة قد يؤدي إلى نشر الذعر وزيادة سوء الفهم بين الجماهير، مما يتطلب توعية مجتمعية بأهمية التعامل الواعي مع الأخبار والمعلومات.

ختامًا، يجب تعزيز الوعي حول خطورة تداول الأخبار المضللة والاعتماد فقط على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، لا سيما في ظل الظروف الجوية غير المستقرة التي تتطلب استعدادات خاصة. الاستجابة المسؤولة للتحذيرات تقلل من المخاطر وتحمي الأرواح والممتلكات.