«هبوط حاد».. جولد بيليون تكشف أسباب تراجع الذهب عالميًا وفي مصر وتوقعاته

شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة في الأسواق العالمية والمحلية، مما جذب اهتمام المستثمرين والمشترين على حد سواء. تحركات الذهب كانت محكومة بعوامل متعددة، أبرزها الأداء القوي للدولار الأمريكي، بالإضافة إلى مستجدات الوضع الاقتصادي والقرارات النقدية حول العالم، ما أثر بشكل مباشر على توجهات السوق وسلوك المستهلكين والمستثمرين.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب عالمياً

أسعار الذهب تتأثر بالعديد من العوامل العالمية، من أبرزها قيمة الدولار الأمريكي، إذ يشهد السوق علاقة عكسية بين قوة الدولار وسعر الذهب. خلال الأيام الأخيرة، ارتفعت قيمة الدولار مبتعدة عن أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، ما أدى إلى ضغوط ملحوظة على أسعار الذهب، حيث تراجعت أسعار الأونصة لتصل إلى 3221 دولاراً بعد افتتاحها عند 3285 دولاراً. إضافة لذلك، تقلصت المخاوف بشأن النزاعات التجارية بعد تصريحات إيجابية صادرة عن قادة اقتصاديين عالميين، مما ساهم في تقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، ارتفع إجمالي الطلب العالمي على الذهب بنسبة 16% خلال الربع الأول من 2025 ليبلغ 1310 أطنان، حيث ساهم الطلب على السبائك والعملات الذهبية بشكل كبير في هذه الزيادة، بينما شهدت المشغولات الذهبية انخفاضاً واضحاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذا التنوع في أنماط الطلب يعكس أهمية الذهب في الحفظ طويل الأجل للأصول، خاصة في ظل الاضطرابات الاقتصادية.

قرار اللجنة النقدية وأثره على أسعار الذهب محلياً

على المستوى المحلي، واصلت أسعار الذهب الانخفاض متأثرة بالتراجع العالمي مع استقرار أسعار صرف الجنيه المصري مقابل الدولار. سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً 4660 جنيهاً بعد أن كان 4670 جنيهاً صباحاً. يعود هذا الانخفاض إلى غياب الدعم من سعر الصرف بالإضافة إلى الضغوط الناتجة عن أسعار الذهب العالمية. تحركات الأسعار تشير إلى مزيد من الانخفاض ما لم يتم تحقيق استقرار ملموس في السوق العالمي.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

من المتوقع أن تستمر تقلبات أسعار الذهب في الفترة القادمة، إذ يعتمد ذلك على قرارات البنوك المركزية العالمية بشأن نسب الفائدة، خاصة بعد تراجع مؤشرات التضخم الأمريكية وتحسن القرارات التجارية بين الدول الكبرى. تشير التحليلات إلى أن الأونصة قد تتراجع إلى مستوى 3160 دولاراً إذا تم كسر حاجز الدعم عند 3230 دولاراً، ما يعزز احتمالات انخفاض الأسعار المحلية بشكل أكبر. في المقابل، أي تدهور في الوضع الاقتصادي العالمي قد يعيد الطلب على الذهب كملاذ آمن مع إمكانية عودة الأسعار للارتفاع.

تظل أسعار الذهب محور التركيز لمتابعي الأسواق، مما يتطلب مراقبة حثيثة للمتغيرات الاقتصادية وتحليلها لفهم الاتجاهات المستقبلية. التغيرات الحالية تعكس أهمية الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة وسط تقلبات الأسواق العالمية والمحلية.