«صدمة جديدة» مسيحية بيضاء تكشف أسرار معتقداتها الكاثوليكية الرومانية المثيرة

تُعد المسيحية واحدة من أكثر الديانات التي شهدت تحولات ثقافية وعرقية على مدار التاريخ، حيث تأثرت بالأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية للدول والإمبراطوريات؛ مما أسهم في تشكيل تصورات جديدة حول هويتها وتجلياتها، مثلما ظهر في المفهوم المعروف بـ”الكاثوليكية الرومانية”، وهو نموذج مرتبط بمحاولات دمج الدين بالمصالح العرقية والسياسية على مر العصور.

الكاثوليكية الرومانية: الدين والجين عبر التاريخ

ارتبطت الكاثوليكية الرومانية تاريخياً بإشكالات تجمع بين الدين والجين، بما يعكس توظيف المسيحية كأداة لتعزيز الهوية الأوروبية البيضاء، فمنذ الإمبراطورية الرومانية وحتى العصور الوسطى كانت المسيحية تُروَّج كدين أوروبي صرف، وقد تجلى ذلك في تصوير المسيح كرجل أبيض أوروبي، بدلاً من تقديمه كفلسطيني نشأ بالشرق الأوسط، وهذا التوجه لم يكن دينيًا بحتًا، بل كان مرتبطًا بمصالح سياسية واقتصادية كبرى، حيث عملت المؤسسة المسيحية على استغلال الدين لتعزيز الهيمنة الثقافية للعرق الآري الأوروبي.

تحول الكنيسة من “ناصرية” إلى “رومانية”

عاشت المسيحية منذ القرن الرابع تحولًا كبيرًا مع تبني الإمبراطورية الرومانية لها، حيث أصبحت ديانة الدولة، وشهدت الكنيسة تحولًا من الإطار الروحي البسيط إلى مؤسسة سلطوية تحمل أهدافًا إمبراطورية، ومن هنا جاء مصطلح “الكاثوليكية الرومانية”، وقد دشنت هذه الفترة تصعيداً كبيرًا لارتباط المسيحية بالأعراق الأوروبية، مع ربط دينيتها بالمصالح الإمبراطورية التي اتسمت بالتوسع، واستخدام الدين كذريعة للاستعمار والسيطرة عبر إرساليات تبشيرية ذات أهداف خفية تتجاوز نطاق الدين.

هل سنشهد كاثوليكية أفريقية؟

شهد العصر الحالي تطورات قد تقود الكاثوليكية إلى اتجاهات جديدة، حيث ظهر البابا فرنسيس كأول بابا غير أوروبي منذ قرون، واستطاع باستخدام نهجه الإصلاحي أن يفتح الباب لنقاشات جريئة داخل الكنيسة حول العدالة الاجتماعية، والمساواة، وحقوق المهجرين، وتجاوز المفاهيم العرقية التقليدية، فعلى الرغم من أنه يُعتبر من خلفية أوروبية “لونياً”، إلا أن توجهه يتحدى الهيمنة الأوروبية البيضاء، مما حفز الطموحات لرؤية بابا أسود يقود الفاتيكان في المستقبل.

لقب البابا المنطقة أو العرق المحتمل
بابا أفريقي القارة السمراء
إصلاح الكنيسة التمثيل العادل للأعراق

في ظل التغييرات الحالية، يتطلع كثيرون إلى المزيد من الإصلاحات الكنسية التي قد تشمل قضايا جريئة مثل شِماسة النساء، والسماح للمتزوجين بخدمة الدين، إلى جانب تمكين المطلقين من ممارسة حقوقهم الروحية، إلا أن النقاش في تلك القضايا يظل جزءًا من صراع أوسع داخل الكنيسة، فهل سيستمر الإصلاح، أم تتغلب التيارات المحافظة؟

ختاماً، تبدو الكاثوليكية أمام مفترق طرق حاسم قد يُعيد تعريف مفاهيم الكنيسة، مما يفتح الباب لإنهاء سيطرة الرمزية الرومانية البيضاء التي سيطرت لقرون، عبر فتح المجال أمام قيادة مختلفة وعرقية في المستقبل.