«غارات أمريكية».. الحوثي والبخيتي يعلنان موقفهما وسط تصعيد وتحركات جديدة

ظهرت جماعة الحوثي في مشهد استثنائي أثار اهتمام الناشطين والمحللين السياسيين، عبر صورة تُظهر قيادات بارزة على رأسها علي حسين بدر الدين الحوثي ومحمد البخيتي في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات عن الوضع السياسي والعسكري داخل اليمن، خصوصاً مع تصاعد غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تستهدف مواقعهم بشكل مكثف.

ظهور القيادات الحوثية يشير إلى رسائل سياسية رمزية

الصورة التي شملت قيادات بارزة مثل علي حسين بدر الدين الحوثي ومحافظ ذمار محمد البخيتي حملت دلالات عميقة ورسائل واضحة للداخل والخارج؛ إذ رأى معلقون أنها تأتي للرد على التكهنات الأخيرة المتعلقة بمغادرة بعض قيادات الجماعة اليمن، فقد أشار المشهد الموثق إلى تمسّك هذه القيادات بأرضها واستمرار حضورها في ظل الهجمات المكثفة التي تشنها قوات التحالف، ما يعزز استراتيجيتهم في محاولة إظهار السيطرة والتماسك.

من جهة أخرى، فإن وجود هذه القيادات في العاصمة صنعاء يعكس أهمية المكان لتمرير الرسائل السياسية إلى الأطراف المتنازعة، حيث تشهد الساحة اليمنية حالياً تطورات كبيرة مرتبطة بالصراعات الإقليمية وتصعيد الغارات الجوية على مواقعهم بالأراضي اليمنية؛ مما شكل ضغطاً إضافياً على الجماعة، التي تسعى بدورها لتحفيز أنصارها وترسيخ وجودها في المشهد الميداني والسياسي على حد سواء.

دور الغارات الجوية في تغيير المعادلة السياسية

الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة استهدفت خلال الأسابيع الأخيرة عدداً من المواقع العسكرية الحساسة التابعة للحوثيين في عدة محافظات يمنية، وخصوصاً تلك التي تشكل تهديداً استراتيجياً، وقد أسهم هذا التصعيد في زعزعة الثقة بين قيادات الجماعة والشعب، حيث انتشرت التكهنات حول احتمالات مغادرة عدد كبير من القيادات إلى دول أخرى مثل الصومال لتجنّب المخاطر الأمنية الناتجة عن هذه العمليات، ورغم ذلك، تسعى الجماعة إلى إظهار مرونة في مواجهة الضغوط عبر هذا الظهور العلني في صنعاء.

علاوة على ذلك، شكّل التصعيد الأخير بواسطة التحالف الدولي نقطة تحول في المشهد العسكري والسياسي للجماعة، ما جعلها تُقف في دائرة الضوء أكثر من أي وقت مضى، وذلك عبر ممارساتها السياسية التي تعتمد بشكل كبير على تحفيز أنشطتها الدعائية والظهور الإعلامي لتأكيد بقائها واستمرارها، رغم كافة الضغوط الأمنية والسياسية التي تواجهها.

تأثير الأحداث الميدانية على المشهد اليمني

إن تصاعد الضغوط الأمنية والاقتصادية داخل المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي قد أسهم في إبراز تحديات جديدة أمامها، فعلى الرغم من محاولات الجماعة تهدئة الأوضاع عبر الظهور الإعلامي والعسكري، إلا أن المعادلة داخلياً تبدو أكثر تعقيداً، حيث يعاني المدنيون من تفاقم الأوضاع المعيشية نتيجة للأزمة السياسية المستمرة، وزيادة الاحتياجات الإنسانية، والتدخلات الخارجية.

من جهة أخرى، تحاول الجماعة تكوين شبكة تحالفات إقليمية لتعويض الفاقد من الدعم السياسي والاقتصادي، غير أن الضربات الجوية المكثفة قد حدّت بشكل كبير من هذا التوجّه، مما زاد من الضغوط والعزلة التي تواجهها وحدّد حركتها على الساحة الدولية، ورغم تلك العقبات، تستمر الجماعة في محاولة تثبيت نفوذها من خلال تعزيز حضورها الرمزي والفعلي على الأرض.