«الصرخة».. تفاصيل مُثيرة وراء القصة التي أثارت جدلاً واسعاً

تُمثل الصرخة أو ما يُعرف بالشعار الحوثي أحد أبرز أدوات التعبئة النظرية للجماعة، حيث يُعامل كمرتكزٍ عقائدي، ويتصف بالقدسية لدى أتباع الحركة، ويتم تداوله بوصفه شعاراً مقدساً لا يُسمح المساس به. ومع انتشار الصرخة، أصبح من الواجب تسليط الضوء على أصولها وخلفياتها وأهدافها، لفهم أبعاد تأثيرها على المجتمع اليمني وسياسات الميليشيا في المنطقة العربية.

أصول الصرخة الحوثية وتأثيرها الأيديولوجي

تعود أصول الصرخة الحوثية إلى الثورة الإيرانية بقيادة الخميني في العام 1978. ففي تلك الحقبة، بدأ ترديد الشعار “الموت لأمريكا؛ الموت لإسرائيل” كجزء من الدعاية الثورية الإيرانية. في اليمن، نُقلت الصرخة لأول مرة عام 2002 على يد حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الحركة الحوثية، ليجعل من هذا الشعار وسيلة لتعبئة الأتباع واستنهاض عقيدتهم بدعوى مقاومة الهيمنة الخارجية والاستعمار الأمريكي والإسرائيلي. هذا التبني للشعار الإيراني منح الحوثيين غطاءً لتمرير أجندتهم؛ حيث جعلوا من هذا الشعار القناع الذي يواري خلفه أهدافهم الحقيقية القائمة على استعادة فكرة الحكم الإمامي.

الوظائف الرئيسية لصرخة الحوثيين

للصرخة وظائف عديدة ترتكز على أربع محاور رئيسية، وهي:

  • التعبئة والتحشيد العاطفي: من خلال استثارة مشاعر الأتباع وإقناعهم بقدسية الشعار وربطه بمقاومة الظلم.
  • الفرز والتكفير: الحوثيون يعتبرون أن من لا يردد الشعار يقع في دائرة “النفاق” أو “العمالة”، مما يعزز من استحلال دماء وأموال الخصوم.
  • المزايدة السياسية: الشعار أصبح أداة لشيطنة الخصوم وتصويرهم كخونة للأمة الإسلامية، مما يبرر مواجهتهم عسكرياً تحت غطاء المقاومة.
  • التعتيم والخداع: الصرخة أداة لإخفاء الأهداف السياسية الحقيقية بينما تدعي الجماعة أنها تسعى لتحقيق العدالة وإعلاء شأن الإسلام.

نقد الصرخة وآثارها المدمرة

يُشير العديد من المحللين إلى أن الصرخة لم تُسهم في تحسين حياة المواطن اليمني مطلقاً، بل أصبحت رمزاً للانقسام والدمار. فمنذ اعتمادها، تفاقمت الأزمات في اليمن، وانهارت مؤسسات الدولة بفعل استغلال الحوثيين للشعار في إشعال الحروب وتأجيج الصراعات الطائفية. تُفرز الصرخة الكراهية وعداء المكونات السياسية والدينية الأخرى، مما عمّق الانشقاق وأفقد اليمن استقراره. كما تعكس الصرخة تبعية عمياء لإيران التي سخّرت الشعار لخدمة مصالحها ومخططاتها التوسعية على حساب الدول العربية.

إن الأضرار التي خلفتها الصرخة على المجتمع اليمني تمثلت في اتساع رقعة الفقر والبطالة، وزيادة أعداد الضحايا بفعل الحروب المستمرة، وهذا كله يعكس استحكام الوهم الذي غُرِس في عقول الأتباع. ولعل أبرز مظاهر القداسة المضللة للشعار هو ادعاء الحوثيين بكرامات خرافية تربطه بالنصر، رغم أنه تسبب في تدمير القيم والمبادئ التي ميّزت المجتمع اليمني عبر العصور.

العنصر الأثر السلبي
التعبئة الطائفية زيادة الكراهية والانقسامات المجتمعية
النزاعات المسلحة تفاقم الحروب وإهدار الأرواح
الوضع الاقتصادي تصاعد الفقر وانهيار الاقتصاد
التبعية الخارجية ارتهان الإرادة الوطنية لإيران

باختصار، إن الصرخة ليست سوى شعارٍ فارغٍ يُستخدم لاستغلال مشاعر الجهلاء ودفعهم نحو الموت في سبيل أهداف تخدم قوى خارجية. لقد أثبتت التجربة أن من يرفع شعار الموت لا يستطيع بناء الحياة، وأن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا برفض الوصاية والبحث عن حلول تُعزز الوحدة الوطنية وتُعيد اليمن إلى مسار السلام والاستقرار.