«اكتشافات مذهلة» في سيناء تكشف أسرار «حصون الشرق» التي أبهرت العالم

أعلنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن كشف أثري هام بموقع تل أبو صيفي في شمال سيناء، يتضمن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود يعود تاريخها إلى العصرين البطلمي والروماني. وقد أظهر هذا الكشف الأثري أهمية الموقع كحصن دفاعي رئيسي ومركز صناعي قديم عبر العصور، مما يعزز الفهم التاريخي لدور سيناء في حماية الحدود الشرقية لمصر.

الكشف الأثري في تل أبو صيفي يكشف عن القلاع والتحصينات

تم الكشف عن تصميمات معمارية مميزة تجمع بين الطرازين البطلمي والروماني بما في ذلك بوابتان شرقيتان للقلعتين المكتشفتين سابقًا، بالإضافة إلى خندق دفاعي ضخم بعمق يزيد عن مترين كان يمكن تعطيله في حالات الطوارئ. وتشير هذه المكتشفات إلى الدور المتميز الذي لعبه الموقع في حماية مصر من التهديدات الخارجية، حيث استخدمت تلك التحصينات للدفاع عن الحدود الشرقية للبلاد، مما يجعلها شاهدًا تاريخيًا على استراتيجية مصر الدفاعية.

الطريق الحجري ودلالاته في موقع تل أبو صيفي

عُثر على طريق حجري مرصوف بعرض 11 مترًا وطول يتجاوز 100 متر مصنوع من بلاطات الحجر الجيري، والذي يعود جزئيًا للعصر البطلمي؛ بينما يمتد الطريق عبر القلعة الرومانية ليصل إلى قلب الموقع. وقد رُجح أن هذا الطريق كان محاطًا بأماكن مزروعة بالأشجار لتزيين مدخل القلعة، في حين كشفت الحفريات المرافقة عن أكثر من 500 دائرة طينية تُظهر كيف استُخدمت المنطقة كمساحات زراعية تدعم الحياة اليومية للجنود المقيمين في القلعة.

استخدامات صناعية في الموقع خلال فترات لاحقة

تشير الاكتشافات الأخرى إلى تحول الموقع إلى مركز صناعي، حيث تم العثور على أفران كبيرة لإنتاج الجير الحي. ويفسر العلماء ذلك بانتقال تركيز الموقع من كونه دفاعيًا فقط إلى دوره الصناعي في نهاية العصر الروماني، مما أدى لتدمير العديد من المنشآت الحجرية. كما تم العثور على خندق آخر يوحي بوجود قلعة أقدم قد تعود إلى فترة أقدم من القلعتين المكتشفتين، وهو ما يتم بحثه حاليًا.

الكشف التفاصيل
بوابات القلعتين تصاميم دفاعية مميزة
خندق دفاعي عمق يزيد عن مترين
طريق حجري طول يتجاوز 100 متر
دورات طينية للزراعة والتزيين
أفران كبيرة لإنتاج الجير الحي

يوضح هذا الكشف الأثري أن موقع تل أبو صيفي كان حجر الزاوية في الدفاع العسكري المصري وأحد أبرز المراكز الصناعية في العصور القديمة، مما يعكس استراتيجيات مصر التاريخية في التصنيع والحماية، ويؤكد أهمية دراسة هذا الموقع ضمن سياقه التاريخي والجغرافي.