«تحركات غامضة» في البنتاغون تستهدف وزير الدفاع الأمريكي وتثير الجدل

تواجه وزارة الدفاع الأمريكية تحقيقات متزايدة تتعلق باستخدام وزير الدفاع، بيت هيغسيث، تطبيق “سيغنال” للإفصاح عن معلومات حساسة مرتبطة بعمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، حيث يدقق المفتش العام للبنتاغون في التزام الوزير بسياسات الوزارة حول استخدام تطبيقات المراسلة التجارية، مما يثير تساؤلات حول الأمان السيبراني وسرية هذه المعلومات الحساسة.

استخدام تطبيق “سيغنال” في مناقشة العمليات العسكرية

بدأت الأمور عندما أفادت تقارير عن استخدام بيت هيغسيث لتطبيق “سيغنال” لمناقشة الهجمات العسكرية ضد ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، حيث تضمنت المحادثات معلومات انتقلت من أنظمة الاتصالات السرية إلى تطبيق غير رسمي؛ وأوضح بعض المصادر أن هذه المحادثات لم تقف عند وزير الدفاع فقط بل شملت أيضًا زوجته ومحاميه وبعض المقربين منه، ما يزيد من خطورة الوضع، ويُعد هذا الاستخدام خرقًا محتملاً للسياسات التي تهدف إلى الحفاظ على سرية وحماية العمليات العسكرية.

تحقيقات موسعة من المفتش العام للبنتاغون

ذكر القائم بأعمال المفتش العام، ستيفن ستيبينز، أن التحقيق الذي بدأ في أبريل/نيسان جارٍ لفحص مدى التزام بيت هيغسيث وموظفي وزارة الدفاع باستخدام الأدوات المصرح بها في المراسلات الرسمية؛ ويتوسع التحقيق الآن ليشمل محادثات جديدة ظهرت في شهر مايو، أُجريت أيضًا على تطبيق “سيغنال”، ما دفع فريق التفتيش لتوسيع البحث ليس فقط عن أسباب نقل البيانات، بل عن الأشخاص المشاركين في هذه المحادثات، حيث تؤكد التقارير أن هذه المعلومات تتعلق بالهجمات العسكرية على الحوثيين، وهي من الأمور التي يُفترض أن تُناقش ضمن أنظمة آمنة ومدعومة بالرقابة الحكومية.

تأثير التسريبات على الأمن القومي

يُعتبر تسريب معلومات تتعلق بهجمات عسكرية تهديدًا كبيرًا للأمن القومي الأمريكي، حيث يُمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية في حال وقوع المعلومات بأيدي أطراف معادية، ويشير المحللون الأمنيون إلى أن هذه القضية تسلط الضوء على أهمية تعزيز التدابير الأمنية داخل وزارة الدفاع، مما يستدعي مراجعة شاملة للإجراءات الحالية لضمان التزام جميع العاملين بأنظمة الاتصالات الآمنة وتجنب استخدام تطبيقات مراسلة تجارية في الأمور الحساسة؛ كما نفت المصادر الحكومية مشاركة أي معلومات سرية، فيما يبقى التحقيق الجاري هو الفيصل لتحديد مدى مسؤولية جميع الأطراف.

في النهاية، تبقى هذه التحقيقات علامة فارقة في تسليط الضوء على أهمية أمن المعلومات ضمن إطار العمليات العسكرية والمراسلات الحكومية؛ ويبقى السؤال المطروح حول ما إذا كانت الإجراءات التنظيمية الحالية كافية لضمان السرية وحماية المعلومات الحساسة في المستقبل.