«شجرة غريبة» في تعز تعود للحياة مجددًا وتبعث «بصيص أمل» لسكان المنطقة

وسط الأزمات التي عصفت بمدينة تعز اليمنية، عادت شجرة الغريب التاريخية لتثير الجدل مجددًا، حيث ظهرت صور جديدة تظهر عودة اللون الأخضر إلى فروعها في مشهد يبعث على الأمل بعد سنوات من الذبول والإهمال، وتمثل شجرة الغريب رمزًا تاريخيًا وبيئيًا عريقًا لسكان المدينة، حيث تجسد ارتباطًا وثيقًا بينهم وبين تراثهم الثقافي والطبيعي عبر العصور.

شجرة الغريب تعود إلى الحياة في تعز

شجرة الغريب تعد من أبرز معالم مدينة تعز، إذ يُقال إنها تعود إلى مئات السنين، وقد كانت وجهة للزوار والعائلات الباحثين عن الاستمتاع بالطبيعة والهدوء منذ زمن طويل، إلا أن الشجرة لم تسلم من الأضرار الطبيعية والبشرية التي ألحقت بها الشقوق وتجريف بعض أجزائها، في السنوات الأخيرة تأثرت الشجرة بشكل كبير نتيجة الحرب والأحداث السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة.

وفقًا لشهادات بعض الأهالي، فإن صور الشجرة الأخيرة جاءت بعد عمليات ري وصيانة نفذها متطوعون محليون حول الجذع الرئيسي، حيث بُذلت جهود لإزالة الأتربة المتراكمة، وتنظيف محيطها، وتحسين حالتها العامة للحفاظ على ما تبقى من إرثها البيئي، ومن خلال مشاركتهم الصور عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبّر نشطاء عن امتنانهم للمبادرات الفردية.

أهمية شجرة الغريب كرمز طبيعي ومعنوي

ترمز شجرة الغريب للروابط العاطفية والثقافية لسكان مدينة تعز ببيئتهم وتراثهم، وفي ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الراهنة بات الحفاظ عليها تحديًا كبيرًا له أبعاد أبعد من مجرد حماية شجرة، يراها البعض علامة صمود في وجه الأزمات والتغيرات السلبية العاصفة في اليمن، حيث لعبت الشجرة دورًا في التقاء العديد من العائلات والمتنزهين.

كما أن هناك أصوات متزايدة تطالب بتحويل موقع الشجرة إلى محمية طبيعية تضمن الحفاظ عليها للأجيال القادمة، وذلك من خلال التنسيق بين الجهات المحلية والمنظمات المهتمة بالبيئة والتراث، وقد يساعد هذا التوجه في تقديم نموذج عملي للتعامل مع موارد الطبيعة في ظل النزاعات والحروب؛ مما يمنح السكان بصيص أمل من الحياة الكريمة.

جهود جماعية للمحافظة على شجرة الغريب

على الرغم من المعاناة الطويلة التي تعرضت لها شجرة الغريب، فإن مواطني تعز تمكنوا من تجاوز المصاعب عبر مبادراتهم المحلية للعناية بالشجرة، حيث قاموا بتنظيم حملات ري وصيانة، بالإضافة إلى تعزيز التوعية حول أهميتها، ومن الجدير بالذكر بأن تلك الجهود تكللت بعودة خضرتها إلى بعض أغصانها، مما يعيد للأهالي أملًا في الحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة.

لتحقيق نجاح طويل الأمد في إنقاذ الشجرة، تحتاج المدينة إلى تكاتف الجميع نحو تحسين بيئتها الطبيعية، ونقل رسالة واضحة حول أهمية تكريس الجهود المحلية والدولية لدعم استدامة المناطق الطبيعية المهددة، وبالتالي ضمان بقائها دائمًا في مستقبل مشرق كشاهد حي على التراث البيئي.