«الأخطبوط الرئاسي» يكشف أسراراً مثيرة حول كواليس السلطة والسيطرة

تعاني اليمن من أزمات متراكمة تؤثر على اقتصادها وحياة مواطنيها، وتبرز في ظلها مشكلات القيادة السياسية التي تعاني من خلل واضح في الإدارة واتخاذ القرارات الحاسمة، حيث تظهر كقيادة متعددة التوجهات بلا رؤية وطنية جامعة تسعى لتحقيق تطلعات الشعب، بل تعمل تحت منطق المصالح الشخصية والتنافر الداخلي الذي ينعكس بوضوح على تدهور أوضاع اليمن بشكل عام.

الأخطبوط الرئاسي وتحمل المسؤولية في اليمن

يوصف النظام الحاكم في اليمن بأنه أشبه بالأخطبوط، وهو توصيف يعكس تعدد الجهات والشخصيات المتحكمة بسير الأمور دون تناغم أو انسجام، فالقيادة في هذا السياق تتخذ قرارات محورية تتعلق بمستقبل الشعب لكنها في الأغلب تفتقر إلى الكفاءة والإرادة السياسية، وتبحث دائمًا عن كبش فداء لتحميله مسؤولية الانهيارات المتلاحقة، ورغم تعدد المبادرات والوعود بالتحسن، تبقى الأوضاع تراوح مكانها تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة.

آثار السياسات الفاشلة على المواطنين

لقد عانت اليمن من سنوات طويلة من الاضطراب السياسي والاقتصادي والذي بلغت ذروته في الأعوام الأخيرة بسبب ضعف القيادة والتنازع الداخلي، إذ أصبح الشعب يعيش في بؤس غير مسبوق نتيجة تدهور العملة والاقتصاد وعدم توفير الاحتياجات الضرورية، تصدُّر وعود المنظومة السياسية بتوفير حلول ترقيعية لا تحُل جذور المشكلات فاقم من الأزمة بدلًا من التخفيف منها، مما خلق حالة من الإحباط العام الذي تجلى بوضوح في فقدان الثقة لدى المواطن بقيادة بلده.

دور التعاون الدولي وتأثيره على الأخطبوط السياسي

غالبًا ما تُلقي هذه القيادة باللوم على العوامل الخارجية في تبرير إخفاقاتها المتكررة، لكن الواقع يُظهر أن المشكلة الحقيقية تكمن داخل المنظومة ذاتها، التي تفتقر للرؤية والإرادة والإدارة السليمة، كما أن التبعية والاعتماد المفرط على الخارج زاد من تعقيد الأمور وأدى إلى عرقلة التحسن المنشود، إن مشهد القيادة الحالي، بأذرعها المتناحرة، أشبه بسفينة تتصارع دفتها في اتجاهات متناقضة، ما يهدد بغرقها بالكامل.

لا يمكن للوعود الجزئية أو الشعارات المبهمة أن تحل أزمة القيادة اليمنية الراهنة، ولا يمكن لأي شخصية أو حكومة بمفردها مواجهة هذا المستوى من التحدي دون توافق وطني حقيقي، إذ يتطلب الأمر إعادة صياغة كاملة للأولويات ووضع مصلحة الشعب فوق المصالح الذاتية، ما لم يحدث ذلك ستظل اليمن تعاني الغرق في دوامة الفشل الذي يسيطر عليه الأخطبوط الرئاسي.