«دعوة عاجلة» المبعوث الأممي يحث أطراف الصراع في اليمن على تقديم تنازلات

يشهد اليمن منذ سنوات صراعًا مريرًا سعياً لتحقيق السلام وإنهاء الحرب التي أرهقت البلاد وأثرت على حياة الملايين من سكانها، وفي هذا السياق دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأطراف المتنازعة إلى تقديم تنازلات حقيقية وبدء محادثات سياسية جادة، مشيرًا إلى وجود فرص لتحقيق تسوية شاملة ومستدامة إذا توافرت الإرادة السياسية بين مختلف الجهات.

دعوة الأطراف اليمنية لتغليب الحوار لتحقيق السلام

أكد المبعوث الأممي أن الشعب اليمني بات متعطشاً لإنهاء الحرب والتوصل إلى سلام شامل، معتبرًا أن الحل يتطلب شجاعة من الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات والتخلي عن المصالح الضيقة، وأوضح أن الهدنة التي أٌعلنت في عام 2022 ساعدت في تقليل حدة القتال ومنع العودة إلى نزاع شامل، لكنها لم تكتمل للوصول إلى استقرار دائم، مشيراً إلى أهمية اتخاذ خطوات حقيقية لوقف إطلاق النار وتجنب التصعيد المستمر الناتج عن القصف والهجمات بالطائرات المسيّرة.

كما شدّد على أن السلام لن يتحقق ما لم تسعَ الأطراف إلى معالجة قضايا ذات أولوية مثل دفع رواتب الموظفين، ضمان الوصول إلى الوقود والإمدادات الأساسية، وفتح الطرقات لتخفيف الأعباء عن المواطنين، وأوضح غروندبرغ أن الأمم المتحدة تواصل العمل عن قرب مع جميع الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني والمجموعات المهمشة بهدف ضمان انخراط الجميع في العملية السياسة والسعي نحو بناء الثقة بين الأطراف.

التحديات الاقتصادية وتأثيرها على تحقيق السلام في اليمن

أوضح المبعوث الأممي أن الجانب الاقتصادي يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق السلام اليمني، مؤكداً أن تسييس الاقتصاد يُعتبر أحد أكبر معوقات الحل، إذ يعاني 70% من السكان من الفقر المدقع، مع كون النساء من أشد الفئات تضرراً، وأضاف غروندبرغ أن الأمم المتحدة تعمل على توفير حلول عملية لتحسين الأداء الاقتصادي عبر دعم استقلالية البنك المركزي، خفض تكاليف النقل، وتسهيل استئناف صادرات النفط والغاز لجذب الاستثمارات الخارجية الحيوية.

وأشار إلى أهمية تنفيذ خطوات اقتصادية فورية مثل دفع الرواتب، تخفيف القيود على الوقود، وتشجيع التجارة الداخلية ما من شأنه استعادة الثقة تدريجياً بين الأطراف وتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين في مناطق النزاع.

التوتر الإقليمي وتأثيره على السلام في اليمن

أثناء الحديث عن الجانب الأمني، لفت غروندبرغ إلى أن تصاعد التوترات في البحر الأحمر خلال السنوات الأخيرة بات يهدد الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في اليمن، مشيراً إلى أن ضربات الطائرات المسيّرة والتحديات الأمنية في الممرات المائية باتت متشابكة مع الديناميكيات الداخلية مما يستدعي جهوداً موثوقة لتأمين الملاحة ومنع الانزلاق نحو الفوضى.

كما ركّز على أهمية الدعم الإقليمي والدولي لتحقيق هذه الأهداف، مشيدًا بالدور الذي تلعبه الدول الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، والإمارات، بالإضافة إلى ضرورة التعاون مع إيران لتسهيل عملية المفاوضات، وأكد أن وقف التصعيد في المناطق المتضررة يجب أن يترافق مع خطوات مستدامة لبناء الثقة بين الأطراف لضمان إحلال سلام دائم.