«عملية نوعية».. الحوثيون يعلنون إفشال المرحلة الأولى من الهجوم العسكري

أعلنت مليشيا الحوثي نجاحها في إفشال المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الأمريكية التي تشنها القوات الأمريكية في اليمن، وجاء هذا الإعلان عبر تصريح رئيس ما يُعرف بالمجلس السياسي التابع للمليشيا، مهدي المشاط، الذي أوضح أن القوات الحوثية تمكنت من إحباط العديد من الخطط العسكرية التي استهدفت عدة مواقع حيوية في الأراضي اليمنية، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام التابعة لهم.

مليشيا الحوثي تتحدث عن نجاح استراتيجياتها العسكرية

أكد مهدي المشاط أن ما أطلق عليه “جيش المليشيات” استطاع تفادي ضربات أمريكية دقيقة، مشيرًا إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” المنخرطة في العمليات العسكرية الأمريكية بالمنطقة. وأوضح أن هذا الهجوم أدى حسب زعمه إلى إسقاط طائرة مقاتلة من طراز “F18″، زاعمًا أن هجمات الحوثيين تمت بدقة عالية تعكس قدراتهم العسكرية. كما شدد المشاط على أن هذا الإنجاز يسهم في تعزيز ثقة المليشيا بقدرتها على الصمود، حيث أشار إلى أن معلومات الجيش الأمريكي مكشوفة للمليشيا ولا يمكن للولايات المتحدة احتواء هذا الاختراق، وفق تعبيره.

غارات أمريكية مكثفة تستهدف الحوثيين

في المقابل، كثفت القوات الجوية الأمريكية غاراتها الجوية على مناطق تسيطر عليها مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى مدينتي مأرب والحديدة. وكشفت مصادر محلية عن تنفيذ 18 غارة خلال الساعات الأخيرة، حيث استهدفت هذه الضربات مواقع عسكرية ومخازن أسلحة وشبكات إمداد، الأمر الذي يعكس تصاعد المواجهات في الميدان. وتؤكد التقارير الميدانية أن الغارات ألقت بظلالها على الحياة اليومية في هذه المناطق، حيث تسببت في دمار واسع بالمرافق الخدمية وارتفاع الإصابات بين المدنيين.

تداعيات التصعيد العسكري في اليمن

يشهد اليمن منذ سنوات موجة تصعيد عسكري تؤثر على استقرار البلاد وأمن المواطنين، ويأتي هذا التصعيد ليزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تصنفها الأمم المتحدة بأنها من أسوأ الكوارث في العالم. هذا التصعيد يأتي في ظل جهود دبلوماسية من دول كبرى ومنظمات دولية لإيجاد تسوية سياسية، إلا أن الميدان يشهد عكس ذلك تمامًا مع زيادة حدة الضربات والغارات الجوية التي تسهم في تفاقم المعاناة وإطالة أمد النزاع. يرى مراقبون أن الانتشار الأمريكي في المنطقة يسعى لردع التهديدات الإقليمية وضمان حرية الملاحة البحرية، بينما تنظر إليه المليشيا كعدوان عسكري يسعى لإجهاض مشروعها في السيطرة.

تستمر التوترات بالتصاعد في اليمن على خلفية التدخل الأمريكي وتصعيد مليشيا الحوثي هجماتها، مما يثير تساؤلات حول مصير الصراع في ظل عجز الأطراف المتنازعة عن التوصل إلى تهدئة أو حوار يفضي إلى تسوية تضع حدًا لهذه الحرب المستمرة.