«لا بديل» للحوثيين.. تحذيرات من إضعافهم وعودة الفوضى في اليمن

أثار تصريح نائب وزير الخارجية اليمني، مصطفى النعمان، بشأن إضعاف الحوثيين في اليمن جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية، حيث حذر النعمان من أن غياب بديل قوي لجماعة الحوثي قد يؤدي إلى فراغ أمني يشغله تنظيمات متطرفة كداعش والقاعدة، مما يعرض أمن اليمن والمنطقة لأخطار جسيمة؛ وقد أثرت هذه التصريحات على النقاش العام حول مستقبل اليمن واستقراره.

تصريح نائب وزير الخارجية والجدل المثار حول الحوثيين

خلال مقابلة مع شبكة “PBS” الأميركية، تحدث النعمان عن احتمالية أن يؤدي إضعاف الحوثيين إلى تهديد أمني متزايد داخل اليمن، مشيرًا إلى أن القاعدة وداعش قد تملآن هذا الفراغ، وهو ما أثار استياء كبيرًا في ظل تطلعات الشعب اليمني لإنهاء انقلاب الحوثيين وإعادة بناء الدولة، كما وصف الدكتور محمد جميح، السفير اليمني في اليونسكو، هذه التصريحات بأنها خطرة وغير مبررة، متسائلًا عن مدى فائدتها في هذه المرحلة الحساسة، ورأى أن ترديد خطاب الحوثيين قد يُضعف جهود الحكومة أمام المجتمع الدولي.

ومن ناحية أخرى، انتقد الكاتب الصحفي عبدالله إسماعيل هذه التصريحات ووصفها بأنها تساهم في تخويف العالم من فكرة تحرير المناطق الخاضعة للحوثيين، بدلًا من بناء الثقة بقدرة اليمنيين على إدارة دولتهم بعد التخلص من الحوثيين، وأضاف أن القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية في المناطق المحررة أثبتت قدرتها على حماية السلام والأمن، واصفًا التصريحات بأنها “محبطة ولا تخدم القضية الوطنية”.

أثر التصريحات على الجهود الدولية لدعم اليمن

في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الدبلوماسية والحربية لتحرير المناطق اليمنية من سيطرة الحوثيين، تأتي تصريحات النعمان لتشكك في جدوى هذه الجهود، حيث طالب إسماعيل مجلس القيادة الرئاسي باتخاذ موقف واضح إزاء الخطاب الذي قد يؤثر على الدعم الدولي للحكومة اليمنية، كما لفت النعمان إلى أن عدم تكوين بدائل سياسية وأمنية قوية يمكن أن يزيد من تعقيد الموقف اليمني محليًا وإقليميًا، مما يجعل المجتمع الدولي يتردد في تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار في اليمن.

مطالب باستراتيجية واضحة لإنهاء الانقلاب الحوثي

يشير العديد من المحللين السياسيين إلى أهمية صياغة استراتيجية واضحة للتصدي للحوثيين إلى جانب بناء مؤسسات قوية قادرة على الحد من أي فراغ أمني قد يحدث، وذلك يتطلب زيادة الثقة في الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، ووفقًا لبعض المصادر، فإن اليمن بحاجة إلى دعم دولي شامل لتحقيق السلام والاستقرار، وعدم استغلال هذه التصريحات لإضعاف الروح الوطنية وزعزعة ثقة اليمنيين بقياداتهم، ويبقى السؤال الأهم هو عن كيفية تجاوز هذه المرحلة الحرجة وإعادة بناء المؤسسات بما يحقق استقرار اليمن على المدى الطويل.

يظل الحديث عن خيارات اليمن المستقبلية مفتوحًا للنقاش، وسيكون النجاح مرهونًا بمدى قدرة القيادات على تقديم رؤية واضحة لإعادة بناء الوطن وتحقيق السلام والاستقرار دون التفريط بالإنجازات الوطنية.