«لا خسائر» للحوثيين.. كاتب يمني: إسرائيل تستهدف منشآت استراتيجية باليمن

تشهد الأحداث في اليمن تصعيدًا خطيرًا بعد الغارات الإسرائيلية التي طالت منشآت مدنية في محافظة الحديدة، مما أثار تساؤلات كبيرة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الهجمات، حيث أكدت تقارير أن ما تم استهدافه يشمل بنيات تحتية حيوية تخص الشعب اليمني وليس المليشيات الحوثية، مما يعقد الوضع الإنساني ويثير مخاوف من تداعيات سياسية وأمنية على المنطقة بأسرها.

الغارات الإسرائيلية على الحديدة وانعكاساتها

استهدفت الغارات الإسرائيلية مساء الاثنين، مواقع في محافظة الحديدة، مستخدمة 30 طائرة مقاتلة وفق ما أُعلن، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية شملت 8 ضربات جوية على ميناء الحديدة و4 على مصنع الأسمنت في مديرية باجل، مدعية أن هذه المنشآت تُستخدم لنقل الأسلحة والعتاد للحوثيين، إلا أن مصادر يمنية شككت في هذه المزاعم، مؤكدة أن ما دُمّر هو منشآت مدنية يستخدمها الشعب اليمني، بما في ذلك الرصيف رقم 5 للميناء والبنى المجاورة.

وكان ميناء الحديدة يمثل شريان حياة مهم للشمال اليمني، خاصة في ظل الأزمات الإنسانية والحصار المفروض، ويُذكر أنه كان مشمولاً باتفاق ستوكهولم الذي يقضي برقابة أممية عليه لتجنب استخدامه لأغراض عسكرية، لكن جماعة الحوثي رفضت الالتزام الكامل بهذا الاتفاق.

تعقيدات الوضع الإقليمي بسبب الغارات الإسرائيلية

الهجوم الإسرائيلي يأتي ردًا على إطلاق جماعة الحوثي صاروخًا باتجاه مطار بن غوريون، وهو ما يزيد الأوضاع الإقليمية تعقيدًا، حيث توعدت جماعة الحوثي بتوسيع بنك أهدافها داخل إسرائيل، واصفة الهجمات على الحديدة بأنها استمرار للعدوان، كما أن القصف على مناطق مدنية قد يزيد من التعاطف مع الحوثيين دوليًا، بينما يخلق تحديات أكبر أمام الشعب اليمني المتضرر من هذه العمليات.

هذا التصعيد يعكس موجة جديدة من التوترات في المنطقة، ويثير التساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذه الهجمات ومن المستفيد منها، حيث اعتبر الكاتب أحمد عايض أن إسرائيل تحاول تلميع صورة الحوثيين وإعطائهم شرعية زائفة عبر ضرب منشآت مدنية حيوية.

التداعيات الإنسانية والسياسية للغارات

انتهت الغارات بإصابة 21 مدنيًا، كما أكدت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، وهي حصيلة أولية توضح حجم الكارثة الإنسانية، إلى جانب الخسائر التي لحقت بالمرافق الحيوية كالميناء ومصنع الأسمنت، مما يهدد بزيادة معاناة الشعب اليمني المحاصر، ويعزز من أزمات الغذاء والدواء التي يعاني منها ملايين اليمنيين.

في الختام، تأثير الغارات الإسرائيلية على الحديدة يتجاوز أبعادها العسكرية، حيث يضع الشعب اليمني في مواجهة مزيد من الأزمات الإنسانية، ويفتح الباب أمام تداعيات سياسية وأمنية قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي بشكل أوسع، مما يستدعي حلولًا أكثر شمولية لتجنب تصاعد الكارثة.