اليمن يعيد تشكيل محور المقاومة ويفرض قوة الردع في المنطقة

اليمن أثبت موقفه الثابت والداعم للساحة الفلسطينية ومعركة “الفتح الموعود”، ليبرز كلاعب رئيسي في محور المقاومة، خاصة بعد إعلانه الإسناد الشامل دعماً لقطاع غزة. قراره بإغلاق البحر الأحمر وخليج باب المندب، إضافة إلى الضربات الحاسمة التي نفذها بصواريخه الباليستية والمسيرات المتطورة، جعل من اليمن مثالًا صارخًا للصمود والتحول الاستراتيجي في موازين الردع الإقليمي.

اليمن في محور المقاومة ودوره الأساسي في الردع

اليمن أثبت نفسه لاعباً رئيسياً في محور المقاومة، مُعيداً تشكيل قواعد الردع والتوازن مع أعداء الأمة. خلال الحرب الأخيرة على غزة، تحمّل اليمن عبء الإسناد بشكل منفرد بعد توقف بعض الجبهات الأخرى، جاعلاً من دفاعه الصلب وتطويره التكنولوجي المتقدم أداة لكسر العدوان وفرض معادلات جديدة في المنطقة. النظام اليمني نجح في تحقيق إنجازات نوعية، بما في ذلك إسقاط طائرات تجسس أمريكية حديثة وإيقاع خسائر كبيرة على المستوى العسكري والاقتصادي بدول العدوان.

الصواريخ الباليستية اليمنية وقدرتها على تغيير المعادلات

الصواريخ البالستية والمسيرات اليمنية أصبحت رمزاً للتحول النوعي في ميدان الحرب، حيث تمكنت من اختراق أعتى منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية مثل “ثاد” و”حيتس”. اليمن بقدراته المتطورة على تجاوز الدفاعات الجوية، لا يكتفي بإلحاق الأضرار الاستراتيجية فحسب، بل أيضاً يعيد رسم ملامح المواجهة الشاملة. استهداف البوارج والمدمرات الأمريكية ومرافق العدو الإسرائيلي الحساسة، كسقوط صاروخ بمطار اللد، عكس مدى دقة وفعالية تلك الأسلحة، إلى حد إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي لمطارات رئيسية وانخفاض ثقة شركات الطيران في أجواء الاحتلال.

التحديات الأمريكية في مواجهة قوة اليمن الصاعدة

رغم كل الجهود الأمريكية المكثفة من خلال الغارات الجوية والحشود العسكرية الكبرى في المنطقة، فشلت الولايات المتحدة في إيقاف التصعيد العسكري اليمني أو تقليص قدراته الصاروخية. التطورات الأخيرة مثل هجوم الصواريخ اليمنية على المدمرة الأمريكية “ترومان” وبروز عجز المنظومات الأمريكية عن صدها كانت كفيلة بإضعاف هيبة واشنطن أمام العالم. هذا الواقع يدفع أمريكا للتعامل مع اليمن كقوة إقليمية لا يمكن الاستخفاف بها، في الوقت الذي ترزح فيه إسرائيل تحت حصار جوي وبحري غير مسبوق.

اليمن اليوم أصبح الرقم الصعب في معادلة المقاومة، فلا الغارات ولا القصف المستمر قادران على إضعاف إرادته. نجاحه في التوجه نحو فرض حصار بري وبحري وجوي على إسرائيل يُبرز قدرته على التأثير المباشر في إنهاء العدوان، مما يعيد تشكيل القوة الإقليمية ويعزز موقعه كعصب رئيسي لمحور المقاومة والردع.