قطاع الطيران المدني: استراتيجية جديدة لتشكيل المستقبل بالتعاون والابتكار والتناغم

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز مكانتها كمركز رئيسي في قطاع الطيران المدني على مستوى العالم بفضل رؤية المملكة 2030. يأتي ذلك من خلال تبني استراتيجيات متقدمة تركز على الابتكار المستدام، وتعزيز التنافسية، وتمكين نمو القطاع على المستويين الإقليمي والعالمي. هذه التوجهات الاستراتيجية تهدف أيضًا إلى تحسين تجربة المسافرين وتقديم خدمات عالمية المستوى.

استضافة فعالية يوم الطيران في جدة تعزز مكانة المملكة

استضافت مدينة جدة للمرة الأولى فعالية “يوم الطيران لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025″، بتنظيم من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا). نظمت هذه الفعالية بالتعاون مع الخطوط السعودية، وجمعت نخبة من قادة وخبراء صناعة الطيران لمناقشة القضايا المحورية والتطورات المستقبلية في القطاع. تأتي هذه الفعالية لتعكس الدور البارز للمملكة في صناعة الطيران بفضل ما تقدمه من بيئة خصبة لدعم التقدم والابتكار في هذا المجال الحيوي.

رؤية المملكة 2030 ودورها في قطاع الطيران

أكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عبدالعزيز الدعيلج، خلال الفعالية، على تأثير رؤية المملكة 2030 في تعزيز التقدم بقطاع الطيران. تهدف هذه الرؤية إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للنقل والخدمات اللوجستية، ليس فقط لربط الشرق بالغرب، بل للتأكيد على مكانة المملكة كقوة اقتصادية مؤثرة. كما تسلط الضوء على أهمية تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وتطوير البنية التحتية للمطارات بما يواكب التوسع السريع في حركة المسافرين إقليمياً ودولياً.

مكانة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الطيران العالمي

تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محورًا حيويًا يُسهم بشكل كبير في ازدهار قطاع الطيران، بفضل النمو السكاني المتزايد وارتفاع الطلب على خدمات النقل الجوي. وفقًا للإحصاءات، تجاوز حجم النمو في حركة المسافرين بالمنطقة مستويات ما قبل الجائحة، حيث ارتفع بمعدل 9% في 2024، ما يعكس دور المنطقة كواحدة من أسرع الأسواق نموًا عالميًا. كما شهدت المملكة خطوات كبرى لدعم هذا القطاع، بما في ذلك المطارات الجديدة ومشروعات الطيران الاستراتيجية.

تشمل إنجازات المملكة استثمارات ضخمة مثل إطلاق مطار البحر الأحمر، تأسيس شركة طيران الرياض، وتوسعات خدمات الشحن الجوي. هذه الجهود جعلت السعودية مركزًا رئيسيًا يربط آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يفتح الأبواب لتوسيع النشاط السياحي والتجاري. المستقبل يبدو واعدًا لقطاع الطيران السعودي، الذي يسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات مدفوعًا باستراتيجية تحفّز الابتكار والنمو المستدام.