إستراتيجية الطيران المدني: تشكيل المستقبل بالتعاون والابتكار نحو التنمية المستدامة

تطمح المملكة العربية السعودية من خلال استراتيجيتها في قطاع الطيران المدني إلى تحقيق تطور نوعي في هذه الصناعة الحيوية، بما يرسخ مكانتها كمحور عالمي للصناعة ويربط بين الشرق والغرب. وقد أكد معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج على أهمية التعاون والابتكار لتعزيز نمو قطاع الطيران، خلال مشاركته في فعالية “يوم الطيران لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025”.

استراتيجية قطاع الطيران المدني في المملكة

تمثل رؤية المملكة 2030 محورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل قطاع الطيران المدني محليًا وإقليميًا. تتمثل أبرز الأهداف في تعزيز القدرة التنافسية للطيران السعودي وجعله مركزًا عالميًا لنقل الركاب والبضائع. وقد حقق القطاع زيادة ملحوظة في حركة المسافرين بنسبة تتجاوز 24% عن مستويات ما قبل الجائحة، في حين شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا في الحركة الجوية بنسبة 9% أكثر من المعدل العالمي. يعزز ذلك الاستثمارات الاستراتيجية في البنى التحتية المطارية، ومبادرات الاستدامة والابتكار التقني.

أبرز المشاريع المطارية والمبادرات الجديدة

تشمل مشاريع المطارات الطموحة التي أطلقتها المملكة بناء مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، وتوسعة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، بالإضافة إلى افتتاح مطار البحر الأحمر الدولي في سبتمبر 2023 الذي يمثل بوابة لأهم الوجهات السياحية في المملكة. كما تأسست شركة “طيران الرياض” بهدف توصيل العاصمة مع أكثر من 100 وجهة عالمية. إلى جانب ذلك، أُطلقت العديد من المبادرات المشتركة بين القطاعين العام والخاص، مما ساهم في رفع كفاءة تشغيل المطارات وزيادة قدرتها الاستيعابية.

مستقبل الطيران في ظل التحولات العالمية

يركز قطاع الطيران في المملكة على دعم الابتكار المتقدم والتعاون الإقليمي لتحقيق الريادة العالمية. تتضمن الإنجازات طلب شركات الطيران السعودية لأكثر من 500 طائرة حديثة، وإطلاق المنطقة اللوجستية المتكاملة بالرياض بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية مثل “آبل”. كما تسهم هذه الإجراءات في تعزيز القدرة التنافسية للقطاع، ما يفتح المجال أمام فرص الاستثمار الدولي، ويساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

ختامًا، تبقى “يوم الطيران لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” منصة مهمة لتبادل الرؤى والخطط الطموحة بشأن مستقبل الطيران. ستظل المملكة نموذجًا مضيئًا في قطاع النقل الجوي بفضل استراتيجياتها الطموحة والمبادرات النوعية.