مشروع صناعي ولوجستي ضخم BOT يستقطب استثمارات بمليارات الدولارات عالميًا

في تطور استراتيجي يعكس الروابط الاقتصادية القوية بين مصر والإمارات، تم توقيع اتفاقية بنظام BOT بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي لتطوير منطقة صناعية ولوجستية متكاملة تحت مسمى “كيزاد شرق بورسعيد”. تمتد هذه الاتفاقية لـ50 عامًا مع تخصيص نسبة من الإيرادات للحكومة المصرية، مما يضمن عائد مالي دون تحمل أي أعباء استثمارية.

مشروع كيزاد شرق بورسعيد خطوة نحو التطور الصناعي

يتضمن المشروع تطوير مساحة 20 كيلومترًا مربعًا قرب ميناء شرق بورسعيد؛ وهو واحد من أبرز الموانئ في شرق المتوسط، ويعد محورًا لنقل البضائع عالميًا. تهدف هذه الاتفاقية إلى إقامة مركز إقليمي للصناعة والخدمات اللوجستية، مما يعزز موقع مصر الاستراتيجي كبوابة تجارية بين الشرق والغرب. يأتي هذا المشروع كجزء من خطة شاملة لجذب الاستثمارات الأجنبية، مستفيدًا من الحوافز الاقتصادية التي توفرها مصر.

ومن المقرر أن يُنفذ المشروع على مرحلتين أساسيتين، تبدأ الأولى بتنفيذ استثمارات قيمتها 120 مليون دولار لتطوير مساحة 2.8 مليون متر مربع في غضون 3 سنوات. وتقدَّر التكلفة الإجمالية لبناء البنية التحتية وإنجاز المشروع كاملًا بين 1 إلى 2 مليار دولار وفق التقديرات الأولية من الشركاء المعنيين.

فوائد اقتصادية لمشروع كيزاد شرق بورسعيد

يعد هذا المشروع نقطة تحول في الاقتصاد المصري، حيث يسهم في جذب استثمارات ضخمة، وخلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة سواء في العمليات التقنية أو الخدمات اللوجستية. كما يعزز قدرات التصدير الوطنية، ويتوقع أن تشهد الصناعات المحلية ازدهارًا مدفوعًا بنقل التكنولوجيا الحديثة من خلال الشراكة مع موانئ أبوظبي. هذا المشروع أيضًا يرفع من مستوى التجارة العالمية مستفيدًا من قرب ميناء شرق بورسعيد من قناة السويس، المركز اللوجستي الأكبر عالميًا.

مشروع يعكس التعاون المصري الإماراتي

أكد المسؤولون في مصر والإمارات أن هذا التعاون يعزز العلاقات الثنائية ويدعم التكامل الاقتصادي بين البلدين. تسعى مصر إلى تعزيز موقعها كمركز إقليمي للصناعات المتطورة والتصدير إلى الأسواق العالمية، بينما تراهن الإمارات على الاستثمار في المشروعات اللوجستية الكبرى. المشروع ليس فقط بادرة اقتصادية، بل أيضًا تجسيد لتعاون استثماري طويل الأجل بين القاهرة وأبوظبي.

يضمن هذا المشروع تحقيق رؤية اقتصادية تلبي تطلعات المنطقة، مما يجعله فرصة استثمارية واعدة تُبرز نجاح نموذج الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات في المشاريع التنموية.