تعرف على طائفة البهرة.. تفاصيل استقبال السيسي للسلطان مفضل وأسرته

استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي سلطان طائفة البهرة مفضل سيف الدين وأفراد عائلته في لقاء يعكس العلاقات الودية بين مصر والطائفة، حيث أثنى الرئيس السيسي على جهود الطائفة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت والمساجد التاريخية في مصر، وهو ما يُعد تكاملًا هامًا مع توجهات الدولة نحو تطوير القاهرة التاريخية، مما يبرز دور الطائفة في تعزيز التراث الثقافي والإسلامي.

ما هي طائفة البهرة وما هي جذورها التاريخية؟

تتبع طائفة البهرة الإسلام الشيعي الإسماعيلي المستعلي، وتعرف أتباعها أيضًا بالطيبّية نظرًا لارتباطهم بالإمام المستعلي وابنه الطيب. يعود أصل الكلمة “بهرة” إلى اللغة الهندية القديمة وتعني “تاجر”، حيث عمل معظم أفراد الطائفة في التجارة بعيدًا عن السياسة، ما ساهم في ازدهارهم عندما انتقلوا من مواطنهم الأولى في اليمن إلى شبه القارة الهندية، حيث اختلطوا بالهندوس الذين اعتنقوا الإسلام. استقرت بهم الأمور في الهند التي باتت موطنهم الأساسي ومركزهم الديني حاليًا في مدينة مومباي.

طائفة البهرة وخصائصها المميزة

ينتمي أتباع البهرة إلى عدة فرق أشهرها البهرة الداوودية، والتي تُنسب إلى برهان الدين بن قطب شاه. بشكل رئيس، تتمركز الطائفة اليوم في الهند وباكستان، وتنتشر أيضًا في أكثر من 40 دولة حول العالم. تتميز لغة البهرة، المعروفة بلغة “لسان الدوات”، بملامح فريدة تجمع بين الكلمات العربية، الفارسية، الأردية والغوجاراتية. تعكس تقاليدهم التراث والثقافة المميزة التي ورثوها عبر قرون من التفاعل بين الأديان والثقافات في المناطق التي عاشوا فيها.

سلطان البهرة ومبادرات العمل الخيري

يقود الطائفة السلطان مفضل سيف الدين، الذي خلف والده السلطان محمد برهان الدين في عام 2011. منذ توليه القيادة رقم 53 للطائفة، أظهر السلطان مفضل دورًا محوريًا في تعزيز مبادرات الطائفة الخيرية. ولد السلطان في عام 1946 ودرس على يد والده ليكتسب معرفة دينية واسعة، وقاده تفانيه لاستلام الزعامة وفق التقليد المتبع داخل الطائفة. عرف بجهوده الإنسانية، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة كراتشي عام 2015، كما كُرم عاملاً من أجل العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة ودعم السلام العالمي.

تعد مساهمة طائفة البهرة في مصر من أبرز إنجازاتهم، حيث كانت لهم لمساتهم الواضحة في ترميم مقامات آل البيت كالسيدة زينب والسيدة نفيسة والحسين. علاوة على ذلك، يعمل أتباع الطائفة على المساهمة في مشروعات خيرية مختلفة تهدف إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات التي يعيشون فيها. تعكس هذه المساهمات المحلية والعالمية التزام الطائفة بالحفاظ على التراث الإسلامي، ودعم الاحتياجات الإنسانية في كل مكان.